العدد 1762
الأحد 11 أغسطس 2013
banner
الإخوان المسلمون وســـوريــــا
الإثنين 20 مايو 2024


في عمودي عن السفير الأميركي الجديد الذي تنوي الولايات المتحدة الأميركية إرساله إلى مصر والدور الخطير الذي يمكن أن يلعبه هذا الرجل في إشعال الحرب الأهلية، قلت إن الولايات المتحدة تريد تمزيق مصر بأيدي الاخوان المسلمين كما حدث في سوريا، فثارت ثائرة الكثيرين ووصل سيل من الرسائل تستفسر أو تستنكر توجيه هذه التهمة للاخوان المسلمين، وربما اعتقد البعض أنني تحولت 360 درجة وأصبحت أدافع عن بشار الأسد وجيشه وشبيحته!.
أنا لم ولن أؤيد بشار الأسد قيد أنملة، فهو يتحمل مسؤولية تاريخية عن تدمير سوريا وتقطيع أوصالها، لأنه لم يع الدرس وظل يكابر حتى اتسع الخرق على الراقع وسارت سوريا في طريق اللاعودة، ولو كان من البداية استمع لمطالب شعبه البسيطة المشروعة لما كانت هذه النتيجة الكارثية.
عندما قلت إن أميركا قطعت أو تقطع أوصال سوريا بأيدي الاخوان المسلمين قصدت أن هناك اتفاقا بين أميركا على صياغة المنطقة العربية أو ربما الشرق الأوسط كله في المرحلة التي تتلو سقوط الأنظمة التي سعى الاخوان لاسقاطها بمعاونة أميركا، وذلك بدعم الاخوان بالمال وبغيره للسيطرة على الحكم كممثل للاسلام المعتدل، حسب الرؤية الأميركية، مقابل ترتيبات معينة تتعلق بأمن إسرائيل والمصالح الأميركية بطبيعة الحال.
والمثال واضح فيما يتعلق بأمن إسرائيل، فلم يتسنى لإسرائيل أن تنعم بالأمن في تاريخها إلا خلال العام الذي حكمه الرئيس الاخواني في مصر، على اعتبار أن حركة حماس الفلسطينية هي الابنة الشرعية لجماعة الاخوان المسلمين في مصر ولابد أن تكون أول من يدعم مطالب الرئيس الاخواني سعيا لتثبيته وتثبيت الحكم الاخواني برمته في مصر.
الاخوان المسلمون يسعون للحكم في سوريا بدعم أميركي كجزء من ذلك المخطط الكبير الذي ذكرناه والذي يشمل تونس ومصر وليبيا وربما هناك بقية أخرى من الدول العربية.
الاخوان المسلمون جماعة لا تحرص على الحدود ولا على الأوطان ولا تشغلها الجغرافيا كثيرا ولا من أين تبدأ الدولة ولا أين تنتهي، وليست كارثة لديهم إذا نقصت الدولة هذا الجزء أو ذاك، لأن مشروعهم أكبر من الدول وأكبر من الحدود، وبالتالي فهم أفضل من يتم خلال حكمهم تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.
يمكن تقسيم مصر وسوريا إلى دويلات صغيرة لانهاء قوة الدول المجاورة لاسرائيل لكي تعيش الدولة الصهيونية في أمان إلى الأبد، ويمكن إعطاء قطعة من سيناء المصرية لحركة حماس لتقيم دولة فيها، حتى وإن قامت الولايات المتحدة بدفع ثمنها لمصر، وبالتالي تحل القضية الفلسطينية حلا سحريا أبديا على أيدي الاخوان المسلمين المتحالفين مع أميركا.
هذا ما أردت قوله في عمودي الذي أثار الاعتراضات والاستفسارات، فانتقادنا لبشار الأسد ومذابحه، لا يجب أن يمنعنا من رؤية الواقع بكامله والانتباه لما يحيق بالمنطقة كلها من أخطار.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية