العدد 1574
الإثنين 04 فبراير 2013
banner
الاعتداء على الإعلاميين في ليبيا
الأحد 28 أبريل 2024

هل من المنطقي ومن المتخيل أن يتم التضييق على الإعلاميين والاعتداء عليهم بعد قيام ثورة من أجل الحرية والكرامة؟
هذا السؤال لابد أن يطرح ولابد أن نجد له إجابة بعد تعدد حالات التضييق على الإعلاميين وإرهابهم في دول عربية قامت فيها الثورات رافعة الشعارات المنددة بالأنظمة القمعية التي اعتمدت على تكميم الأفواه ومبشرة بحرية الرأي والتعبير.
آخر الاعتداءات المخجلة التي يتعرض لها الإعلاميون ذلك الاعتداء الهمجي الذي تعرض له طاقم قناة العاصمة الليبية وهو يؤدي عمله داخل المؤتمر الوطني الليبي.
لماذا قامت الثورات أصلا إذا كان التعامل البربري مع الإعلاميين يصل إلى حد الاعتداء البدني على النحو الذي حدث في ليبيا.
من العار أن ينقلب أصحاب الكراسي على الإعلام الذي ساند الثورة أو على الثوار الذين كانوا السبب الرئيس في جلوسهم على الكراسي التي يجلسون عليها حاليا.
الذي يعتدي على الإعلام هو في الحقيقة يعتدي على حق الشعب في المعرفة والحصول على المعلومات ويسعى لإسكات الأصوات الحرة التي تحمي حقوق الشعب.
والذي يريد تكميم أفواه الإعلاميين وأصحاب الرأي هم الاستبداديون الذين يسعون لترسيخ أنظمة قمعية تفعل ما تشاء دون أن تتعرض للنقد ودون أن يقوم أحد بكشف معايبها.
ولكن مهما كانت إمكانيات أي قادم جديد هؤلاء الذين أتوا للحكم في بلدانهم بعد تضحيات الشهداء الذين سقطوا، فالتاريخ لن يعود للوراء، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يدجن الإعلام، فتلك مرحلة ولت لأكثر من سبب.
فإمكانيات الإعلام وتقنيات الاتصال أصبحت أقوى بكثير من إمكانيات أي طاغية، ومهما كانت قدرته على الرقابة والتنكيل فسوف يفضحه الإعلام في كل أنحاء العالم.
الدليل على ذلك ما قرأناه وما كتبناه عن هذا الاعتداء الهمجي الذي وقع على طاقم قناة العاصمة الليبية، فما كان لنا أن نعرف عن شيء عن همجية المعتدين إلا من خلال الفيسبوك وسرعة نقل الأخبار والصور التي تكذب من يحاول تحريف الحقيقة أو طمسها.
والشيء الذي لا يقل أهمية أيضا هو أن الشعوب التي أسقطت القذافي وزين العابدين بن علي وحسني مبارك وصمدت أمام مذابح الأسد لم تعد تخاف ولن تتقبل أبدا أن يتم تكميم أفواهها أو التنكيل بإعلامها الحر.
لا أعتقد أن الشعب الليبي أو غيره سوف يقبل أن يحل طغاة محل طغاة، بعد أن سقط كل هذا العدد من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة.
وإننا بهذه المناسبة نسجل إدانتنا الشديدة لهذا الاعتداء الهمجي على طاقم القناة الليبية ونعتبره اعتداء على كل الإعلاميين الأحرار في العالم العربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .