العدد 1470
الثلاثاء 23 أكتوبر 2012
banner
“سلمان” على درب “برنارد لويس”
الإثنين 06 مايو 2024

“برنارد لويس” هو مستشرق أميركي صهيوني اشتهر بكرهه الشديد للعالم العربي، وهو صاحب مشروع تفتيت العالم العربي والإسلامي إلى دويلات طائفية صغيرة، وهو المشروع الذي أقره الكونجرس الأميركي عام 1983.
ويعتمد المشروع على خرائط تبين التجمعات الطائفية في الدول العربية من المحيط إلى الخليج، ويقوم على إثارة النعرات الطائفية ودفع الطوائف المختلفة إلى التمرد على كيان الدولة والسعي للانفصال عنها، وقد عثر على مثل هذه الخرائط في مقر المعهد الجمهوري الأميركي في القاهرة أثناء أحداث الثورة المصرية.
ويتضمن هذا المشروع الصهيوني تفتيت دول عربية كبرى إلى دويلات وإلغاء دول عربية أخرى من على الخريطة، فمصر على سبيل المثال يراد تقسيمها إلى عدة دويلات اعتمادا على الدين واعتمادا على الجغرافيا، والسودان تم بالفعل تقسيمها بنسبة 80 بالمئة طبقا لمشروع لويس، والعراق أيضا تم تفتيتها ولم يبق سوى الاعلان السياسي عن هذا التفتيت.
أما دول الخليج فمطلوب إلغاء دولة البحرين والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من على الخارطة، وإقامة ثلاث دول هي دولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ودولة نجد السنية ودولة الحجاز السنية.
والآن الشيخ علي سلمان يطلب تحويل البحرين إلى كنتونات طائفية وإقامة ما أسماه بديمقراطية الطوائف، استعدادا لبدء التناحر بين هذه الكنتونات وإيصالها إلى مرحلة الحرب الأهلية تنفيذا للمخطط الجهنمي الساعي إلى تصحيح أخطاء سايكس بيكو وإعادة صياغة المنطقة العربية بما يتفق مع مصلحة الكيان الصهيوني.
وتزامن خبر سعي الشيخ سلمان لتفتيت البحرين مع خبر آخر لا يقل سوءا وهو أن رجال سلمان الذين يطلقون على أنفسهم المعارضة يحضرون مؤتمر المحافظات في إيران ويقبلون أيدي سادتهم هناك بعد أن انتقلت سياسة إيران تجاه البحرين من مرحلة السر والانكار إلى مرحلة البجاحة السياسية وإعلان سوء النية، فحضور هؤلاء لمؤتمر كهذا في إيران هو إقرار منهم أن البحرين بمثابة محافظة إيرانية وأنهم يمهدون للانضمام للوطن الأم.
تحويل العالم العربي إلى كيانات طائفية صغيرة متنافرة متصارعة هو هدف معروف لأعداء العرب، ولا يستفيد منه سوى إسرائيل وإيران.
إنها الخيانة ولا شيء غيرها أن يعلنوها دون خجل ويطلبون تقطيع أوصال الوطن، وهو مخطط لتفتيت الذات والمقدرات للقضاء على الدول العربية من خلال تدمير اقتصادياتها من خلال ما يسمى بالثورات وإغراقها في الديون حتى ينتهي أمرها إلى الاحتلال تحت غطاء مساعدة الشعوب في الحصول على حريتها.
الجديد في المسألة البحرينية أن اللعب أصبح على المكشوف، ونية التفتيت أصبحت معلنة دون حياء، فقد ولى زمن الحياء السياسي مع مجيء الربيع العربي الذي أصبح خريفا من بعد تونس ومصر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية