العدد 1245
الإثنين 12 مارس 2012
banner
كيف حال أنفك الآن أيها النائب الكذاب؟
الإثنين 29 أبريل 2024

لا يوجد وصف آخر، ولا يوجد عنوان أكثر تأدبا ولياقة، فالكذاب هو الانسان الذي يقول أشياء لم تحدث.
النائب الكذاب بكل أسف هو رجل أتى إلى البرلمان باسم الاسلام وباسم العدل وباسم مقاومة الظلم والظلام ونشر النور في أرجاء البلاد، النائب الذي ملأ الأرض خطبا وعويلا ووعودا جاء إلى البرلمان نائبا عن حزب النور السلفي وأقسم أن يحافظ مخلصا على الوطن وسلامة أراضيه، بل وأضاف لهذا القسم عبارة من عنده وهي “أن يحافظ على شرع الله”.
النائب الذي نتحدث عنه ليس بطلا لفيلم سينمائي – فالسينما لم تصل إلى هذا المستوى – ولكنه نائب حقيقي أتت به الثورة ووضعته في مقدمة الصفوف كثائر ومخلص من المخلصين الذي سينشرون العدل في الأرض،ولكن يا للعار لقد فعل فعلة مشينة!!
لم يمض سوى وقت قصير على جلوس النائب المحترم تحت قبة البرلمان، حتى اكتشف أن أنفه المعووج لم يعد يتناسب مع مكانته واعتباره في المرحلة الجديدة، فقرر إجراء عملية تجميل في احد مستشفيات مصر لدى طبيب مصري معروف في هذا المجال.
ولكن لأن تغيير خلق الله وتجميل الأنف المعووج شيء سوف يغضب كل المشايخ السلفيين ويغضب النواب ويغضب حزب النور الذي اختاره لتمثيله في البرلمان ويغضب كل الذين منحوه أصواتهم وحملوه على الأعناق في يوم النصر المبين، فقد تفتق ذهن النائب السلفي عن حيلة عجيبة.
بعد أن خرج النائب من المستشفى وأنفه لا يزال ملفوفا بالشاش والقطن ذهب إلى الاسكندرية من على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي وأبلغ الشرطة أن اعتداء وقع عليه من قبل بعض البلطجية وأعداء النجاح وأعداء الاسلام وزعم أن ما على وجهه من ضمادات هو من أثر الاعتداء.
أصيب الطبيب الذي أجرى له الجراحة بالصدمة وهو يشاهده على شاشة التلفاز يحكي عن المجرمين الذين هاجموا سيارته وأخرجوه منها وأوسعوه ضربا وسرقوا حقيبته التي كان بها مئة ألف جنيه مصري.
لقد داهم ذهني سؤال عجيب وأنا أضحك من القلب على هذه الحادثة العجيبة، وهو: لماذا قال هذا النائب العجيب ان اللصوص سرقوا منه حقيبة بها هذا المبلغ وهو يدرك أن الشرطة لن تعيد له هذا المبلغ لأن القصة كلها وهمية ولن يتم التعرف على السارق!؟
ولكني قلت لنفسي ان هناك احتمالين وراء ذلك، فإما أن النائب المحترم أراد أن يقوم حزب النور ورجاله الطيبين بمنحه هذا المبلغ تعويضا له كرجل كاد أن يدفع حياته ثمنا للدفاع عن الحزب ومبادئه، وبذلك يكون قد صفع الحزب السلفي مرتين، أولاهما عندما كذب عليهم وأجرى جراحة لا تليق بالمتدينين من أمثاله، والثانية عندما أجرى الجراحة على حسابهم.
أما الاحتمال الثاني فهو أن النائب العجيب يكون قد أجرى هذا الجراحة بدون علم زوجته، التي رضيت بأنفه المعووج سنينا طويلة، ويريد أن يسكتها إن هي سألته أين ذهبت النقود، بالإضافة إلى أن علم زوجته بهذه الجراحة سيثير شكوكها حول ما ينوي زوجها القيام به في المستقبل، فهو بكل تأكيد لا يريد أن يصلح من وضع أنفه تقربا إلى الله، ولكنه ربما يخدعها كما فعل عبدالسميع البواب مع زوجته في فيلم “البيه البواب”!
وإلى اللقاء في حلقة أخرى.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية