العدد 1224
الإثنين 20 فبراير 2012
banner
إيران وأحداث البحرين
الإثنين 29 أبريل 2024

الذين يقولون بعدم وجود صلة بين إيران وبين الأحداث التي وقعت في البحرين العام الماضي التي تقع حاليا إما أن يكونوا أطرافا في المؤامرة أو أنهم جاهلون بالشأن البحريني وبطبيعة العلاقة بين إيران وبين الجماعات والأحزاب التي تؤمن بمبدأ ولاية الفقيه والتي تنتشر خارج الأراضي الإيرانية.
العلاقة بين إيران وبين هذه الجماعات والأحزاب كالعلاقة بين أعضاء الجسد الواحد، ومبدأ ولاية الفقيه يعلي مكانة الفقيه الايراني على مكانة الوطن نفسه، فمكانة الفقيه الايراني تعد أعلى قدرا لدى حزب الله اللبناني من أي قيادة أخرى من القيادات الموجودة على الأراضي اللبنانية، وبالتالي فإن تحرك حزب الله والجماعات التي تشبهه سواء في البحرين أو في غيرها يكون في داخل مربع معين يرسمه الولي الفقيه ولا يتسنى لأحد مهما كانت الأرض التي يعيش عليها، ومهما كانت القومية التي يتبعها أن يتصرف خارج هذا المربع.
وبالتالي فإن مسالة ضلوع إيران في تحريك الأحداث في البحرين وفي غيرها لا يعني بالضرورة أن تنقل عناصر إيرانية إلى البحرين وتعد الخطط وترعى التحركات وتوزع الأموال في الميادين، ولكن الأحداث يتم الاعداد لها وتنفيذها من قبل أناس ينتمون إلى أرضنا بالإقامة فقط ولكن قلوبهم وعقولهم مرتبطة بمكان آخر.
وبغض النظر عن طبيعة العلاقة التي تحتمها ولاية الفقيه، فهناك علامات كثيرة تبين التزامن والتناغم بين تحركات معينة تحدث داخل البحرين، وبين تحركات اخرى تحدث خارجها.
فما معنى قيام وزير خارجية إيران بتسليم رسالة احتجاج للأمين العام للأمم المتحدة على ما يجري في البحرين من أحداث؟، أليس هذا تدخلا في شئون دولة ذات سيادة؟ناهيك عن أن شيئا كهذا يعد بمثابة رسالة واضحة ومكشوفة للقائمين على المؤامرة في الداخل البحريني تربط على قلوبهم وتشد من أذرهم؟
بأي حق يحتج وزير الخارجية الايراني على دخول قوات درع الجزيرة إلى الأراضي البحرينية؟وهل يمكن للبحرين أن تقدم احتجاجا للأمم المتحدة على عمليات التصفية العرقية والتنكيل الذي تمارسه إيران ضد عرب الأحواز؟
وما معنى أن تسكت إيران هذا السكوت المخزي على ما يجري في سوريا من أحداث؟ألا يستحق ذلك أن يقوم وزير الخارجية الايراني بضم صوته إلى الدول العربية في موقفها من النظام السوري؟ أم أن إيران تغضب عندما تتصدى قوات الأمن البحرينية لمظاهرة غير شرعية، ولا تغضب للتنكيل بشعب بأكمله؟ وعلام يدل تصريح رئيس حزب الله اللبناني الذي قال فيه أن هناك مبالغة في وصف ما يجري في سوريا حاليا؟
هل يمكن الفصل بين دعم إيران لحركات الاحتجاج الطائفية في البحرين وبين الحملة الاعلامية المسعورة التي أطلقتها حول العالم بدهاء وخبث جعلت الكثير من الشعوب والحكومات تظن أن ما يجري في البحرين ثورة وليس احتجاج طائفي يسعى المشاركون فيه إلى ميزات على حساب طائفة أخرى قبل أن تكون على حساب الحكومة؟
ونأتي إلى السؤال الأخير الذي لا يقل أهمية:فما معنى التهديد الذي وجهه الشيخ علي سلمان بأنه سيحرق المنطقة برمتها إن اتحدت البحرين مع السعودية؟ألا يدل ذلك على أن ما يجري في بلادنا احتجاجات طائفية وليست أي شيء آخر وأن الانتماء الطائفي هو أساس كل المواقف وكل التحركات؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية