العدد 979
الأحد 19 يونيو 2011
banner
شكرا “للخط العلمائي”
الأحد 28 أبريل 2024

المجلس العلمائي اصدر بيانا يدافع فيه عن نفسه أمام من أسماهم “بعض الجهات التي لا يمتلك هجومها عليه أي مصداقية ويعبر عن إفلاس في الفكر وطائفية في الروح” على حد تعبير كاتب البيان، واستخدم البيان لغة رفيعة وتعابير منمقة عن الوطن والوطنية والعمل على الحفاظ على أمن الوطن واستقراره “بعيدا عن كل أشكال الارتهان للخارج”.
مقطوعة لغوية غاية في الإتقان والروعة قدمها المجلس العلمائي في بيانه هذا الذي طال انتظاره، ولم ينس أن يضبطها بالشكل فلم ينس فتحة ولا ضمة ولا كسرة. فشكرا للمجلس العلمائي على هذا النموذج المتكامل الذي تضمن كل فنون اللغة واستخدم مرادفا جديدا “للمجلس العلمائي” كسرا للملل من كثرة التكرار في النص الواحد، ألا وهو “الخط العلمائي”.
ونحن نقدم كل التقدير للمجلس العلمائي او للخط العلمائي، تثبيتا لهذا المرادف الجديد الذي يذكرنا بمصطلح تركي أو بالأحرى بقانون تركي قديم كان يسمى “الخط الهمايوني، ولكننا نريد أن ننقل للسادة أعضاء المجلس العلمائي ورئيسه سماحة الشيخ عيسى قاسم بعضا من خواطرنا تجاه المجلس او تجاه الخط خلال المرحلة الماضية في ضوء بيانهم البليغ الذي نشر قبل يومين تقريبا.
في البداية أريد ان أوجه للسادة أعضاء الخط أو أعضاء المجلس سؤالا، وهو: لماذا صدر بيانكم هذا قبل وقت قصير جدا من بدء الحوار الوطني؟ وبعد ذلك أريد أن أقول للعلماء الأجلاء إنني – ربما للبلاغة العالية التي صيغ بها البيان – لم أفهم إذا كان البيان صدر من أجل تأييد الحوار الوطني كما ورد في عبارة من عباراته، أم أنه صدر للتشكيك في جدوى الحوار؟
ثم أقول للسادة العلماء أعضاء (الخط العلمائي) أنهم ليسوا في حاجة للدفاع عن أنفسهم لأن أعمال وسلوكيات العلماء هي التي تدافع عنهم وليس البيانات البليغة التي يمكن تدرسيها للطلاب نظرا لقوتها اللغوية وعباراتها الجميلة.
لا تنزعجوا حضراتكم من شدة النقد، فقد تعلمنا من علماء أمثالكم أن الله سبحانه وتعالى عندما يعذب أو يهلك قرية من القرى يبدأ بالعلماء أولا، وهذا قمة العدل – وليس بعد العدل الإلهي عدل – لأن العلماء أكثر الناس دراية بما ينفع ويضر وأكثرهم قدرة على دعوة الناس للحق ومنعهم من الإفساد في الأرض، ولذلك يكونون أمام الله أول من يسأل عن الفساد الذي يقع في القرى التي عاشوا فيها، وأول من يعذب بسبب ذلك.
ومع تقديم كل فروض الأدب للخط العلمائي، نحن نعتب عليهم لأنهم لم يصدروا بيانات سابقة في أوقات كانت تستحق منهم أن يصدروا فيها البيانات، لماذا لم يصدروا بيانا يطلبون فيه من المحتجين الذين مارسوا العنف ان يتوقفوا عن العنف ويعودوا إلى ديارهم، درءا للفتنة وحفظا للأمن على اعتبار أن درء الفتن مقدم على ما سواه من مطالب؟؟ ولماذا لم يصدروا بيانا يرفضون فيه التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدولة البحرين؟ ولماذا لا يصدرون بيانا يوضحون فيه موقف الدين أو موقف الخط من مسألة الخروج على الحاكم وكيفية التعامل معه؟
وعلى أية حال نحن نشكر الخط العلمائي على التعابير الجذلة التي تحدث بها عن حب الوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .