العدد 978
الأحد 19 يونيو 2011
banner
تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي
الأحد 28 أبريل 2024

أعتقد أن زيارة الأمير سلمان بن حمد الأخيرة للولايات المتحدة كان لها أهمية كبيرة في هذه الظروف التي تمر بها البحرين بعد أحداث الدوار؛ لأن الأزمة البحرينية الماضية حدث فيها الكثير من خلط الأوراق والكثير من القياسات الخاطئة، سواء بسبب عدم الفهم، أو بسوء نية. ومن هنا جاءت الزيارة الناجحة لسمو ولي العهد في موعدها تماما، خاصة بعد أن هدأت الأمور نسبيا واقترب موعد الحوار.
فلأول مرة، بعد الأزمة البحرينية، نرى موقفا أمريكيا يعبر بدرجة أقرب للصحة عن الحالة البحرينية دون تردد او محاباة لأي طرف؛ لأن الكثير من التصريحات الأمريكية السابقة اتسمت بالتذبذب وعدم الوضوح، كما هو حالها تجاه الاحتجاجات الشعبية في أكثر من دولة عربية، ولا نبالغ إذا قلنا إن السياسة الأمريكية تجاه العرب في عهد أوباما تتسم بالتذبذب وعدم الوضوح.
هذا الموقف الأمريكي الذي أعطانا شيئا من الارتياح تجلى في تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل “مايكل بوسنر” التي شهد فيها بالتقدم والإصلاح الذي تم في البحرين خلال السنوات العشر الماضية، وأشاد بما قامت به الدولة البحرينية من إجراءات خلال الأيام الماضية مثل إعادة المفصولين من أعمالهم وإعادة البعثات إلى الطلاب لخلق جو من الرضا يمهد الطريق أمام نجاح الحوار، وقد دعا بوسنر إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف في الحوار المرتقب.
وقد دعا بوسنر إلى “إعادة بناء التسامح والاحترام المتبادل والعمل على اجتياز الانقسامات، مؤكدا تفهمه جيدا صعوبة هذه المهمة وعلمه أيضا أن أي شخص غريب لن يتمكن من تحقيق ذلك، وأن الشعب البحريني هو الوحيد القادر على تشكيل مستقبله”، وهو ما جعلنا نشعر وكأن المتحدث هو الدكتور عبد اللطيف المحمود وليس مساعد وزير الخارجية الأمريكي.
هذا هو الموقف الذي يجب أن تتبناه الولايات المتحدة تجاه البحرين؛ لأن المواقف الغامضة التي عبرت عنها الإدارة الأمريكية في فترة الأزمة كانت مزعجة لنا، مما حدا بالكثير من أهل البحرين – وهذا من حقهم – أن يفسروا الأمور بشكل آخر وصل إلى حد الحديث عن مؤامرة تقدم خلالها البحرين كأضحية على مذبح العلاقات الدولية التي لا تعرف سوى المصلحة. وقال البعض إن الولايات المتحدة ستعقد صفقة مع إيران تحقق مصلحة الطرفين في المنطقة.
فعلى الرغم من أن البحرين تعد كتابا مفتوحا بالنسبة للولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية قالت إنها رصدت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين وآخرين من المعارضة البحرينية? ?يبحثون فيها عن وسائل لمساعدة الشيعة في? ?البحرين واليمن لزعزعة الاستقرار والأمن وإمكانية تقديم إيران أموالاً? ?أو أسلحة لعناصر المعارضة في? ?كلا البلدين?؛ من أجل زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة، والعمل على الحد من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، وتأجيج التوترات الطائفية في? ?الشرق الأوسط?، إلا أن التصريحات التي تزامنت مع الأزمة، لم تكن على هذا القدر من التوازن الذي تحدث به السيد بوسنر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .