العدد 952
الإثنين 23 مايو 2011
banner
“قائمة العار” ... رمتني بدائها وانسلت
الإثنين 06 مايو 2024

“رمتني بدائها وانسلت” مثل عربي معروف، يستخدم لوصف الشخص الذي يصف الآخرين بعيوب هي فيه ويُخرج نفسه من الموضوع، فهو يصف غيره بالبخل وهو أبخل البخلاء، ويعتبر هذا السلوك عملية دفاع نفسي لا إرادية تنشأ بسبب إحساس الفرد بالدونية نتيجة وجود صفة سلبية فيه، فيقوم دون أن يدري بإلقائها على غيره اعتقادا منه أنه قد تخلص منها.
أما عندما يحدث ذلك على مستوى الدول والجماعات والأحزاب، فهو عملية إرادية يراد منها تشويه الخصوم والنيل منهم بالباطل، واستخدام الدعاية السوداء المليئة بالأباطيل وأنصاف الحقائق في تلطيخ سمعة هؤلاء الخصوم.
دولة “الكيان الصهيوني” ارتكبت أبشع الجرائم في التاريخ الإنساني ضد أطفال ونساء فلسطين،ومع ذلك تقوم بوصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وإيران تقوم بالتطهير العرقي ضد مواطنيها السنة، ويقوم مشايخها بإصدار الفتاوى التي تهدر دماءهم، ومع ذلك تتهم غيرها بانتهاك حقوق الإنسان.
عندنا في البحرين قامت ثلة من الذين يغطيهم العار من رؤوسهم حتى أخمص قدميهم بإعداد قائمة لمجموعة من الصحفيين أسموها “قائمة العار”، وقاموا بترويج أسمائهم على شبكة الإنترنت و(اتهموهم) بالتبعية للقيادة البحرينية، وكأن الولاء للقيادة شيء يدعو إلى الخجل وإلى الإحساس بالعار!
“قائمة العار” تعبير صاغه الذين يرتبطون بالوطن الذي يعيشون عليه ارتباطا مكانيا فقط، ولا يملكون أي مشاعر وطنية نحوه، فهم موجودون على أرضه يأكلون من خيراته ويتعلمون في مدارسه ويتلقون الرعاية الصحية في مستشفياته، ولكنهم مستعدون لبيعه بأبخس الأثمان.
من شرور الإنترنت أنها فتحت المجال واسعا للجميع ليفعلوا ما يشاءون، خيرا كان أو شرا،ومكنت الأقزام والخونة من رقاب الشرفاء، فكم من ضحايا أبرياء تم تشويهم بأيدي أراذل البشر بوساطة هذه الشبكة التي لا ترحم.
شيء عجيب أن توضع أسماء الذين يرفعون علم الوطن ويدافعون عن وحدته واستقراره على قائمة العار، بينما تكون قائمة البطولة للذين يرفعون أعلام ما يسمى بحزب الله اللبناني، وأن يتهم من يرفعون صور آل خليفة حماة هذه البلاد وصناع وحدتها بالخيانة، بينما الذين يرفعون صور زعيم حزب الله اللبناني براء من الخيانة ومن العار.
البحرين ليس فيها حكومة احتلال لكي يوصف من يواليها بالعار ويوصف من يقاومها بالعنف وبالبطولة والإقدام!!
البحرين بها حكومة شرعية وليست مليشيا تمول وتستخدم ضد وطنها كما تفعل الأحزاب التي يوالونها والتي لا يساوي عندها الوطن ظفرا من أظافر الولي الفقيه.
العار ليس للكتاب الموالين لآل خليفة، ولكنه العار للذين يأكلون في الإناء ويبولون فيه، العار للذين يبيعون أي شيء وأي وطن إرضاء لذلك القائد الموجود خارج الحدود الذي يقدم المال والدعم لمحو الوطن الذي يعيشون على أرضه.
لقد أحسنت جمعية الصحفيين صنعا عندما وصفت هؤلاء بأنهم قوى الظلام؛ لأنهم مجموعة من الخفافيش الذين لا يستطيعون التحرك إلا في الظلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .