العدد 887
الأحد 20 مارس 2011
banner
إيران واللعب على المكشوف
الأحد 28 أبريل 2024

الان نستطيع أن نقول،بلا تحفظ، أن ما حدث في البحرين خلال الأيام الماضية هو جزء من مخطط طائفي مدعوم من الخارج،بخاصة من إيران التي كشفت عن وجهها وأظهرت أوراقها،ولم يعد الأمر بالنسبة لها مجرد تحركات سرية أو دعم مادي خفي لجمعية أو غيرها،ولكنه اصبح لعبا على المكشوف.
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تحدث عن أحداث البحرين بدون أي تحفظ ،وأعطى لنفسه الحق في التدخل في الشأن البحريني الداخلي،ووصف القوات الخليجية العربية التي أتت إلى البحرين بأنها تدخل أجنبي،وقال أن هذا التدخل (الأجنبي) سوف يفشل،ودعا الحكومة البحرينية إلى أن تتعظ بتجارب غيرها من الدول العربية.
أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن بعد تصريحات أحمدي نجاد حول البحرين،أهمها :هل يتحدث الرئيس الإيراني من منطلق حقوقي إنساني؟أم يتحدث من منطلق الوصاية على شيعة البحرين، لكونه رئيسا لدولة شيعية؟أم يتحدث من منطلق غرور القوة  والإحساس بأن إيران دولة كبيرة في المنطقة ولابد ان تدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة فيها؟
لا يمكن أن يكون المبرر لتصريحات نجاد هو المبرر الحقوقي أو الإنساني،وإلا فإن جميع المسسئولين الإيرانيين يجب أن يحاكموا بتهمة الإبادة الجماعية وذبح المتظاهرين الإيرانيين وتعذيب المعارضين دون استثناء بما فيهم بعض رجالات الثورة الإيرانية الذين انقلبوا على نجاد ،وهتك أعراض بعض المعارضين داخل المعتقلات ،وإظهارشركاء الثورة السابقين على شاشة التلفاز بصورة مذلة وجعلهم عبرة لبقية المعارضين.
 ألا يتذكرالرئيس الإيراني وأعوان إيران في المنطقة عدد الذين قتلوا والذين عذبوا خلال الانتفاضة الشعبية العارمة التي وقعت في إيران احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية فيها؟كم كان حجم هذه الاحتجاجات؟وكيف كان رد فعل الرئيس الإيراني هو والمرشد الأعلى للثورة على مطالب الثوار الإيرانيين؟
لا يوجد أي سبب يخول للرئيس الإيراني التحدث عن الشان البحريني بهذه الطريقة الفجة سوى السعي إلى ممارسة الوصاية على شيعة البحرين واستخدام ورقة الشيعة في زعزعة أمن الدول العربية الخليجية،ليس حبا في الشيعة العرب،ولكن سعيا لبسط هيمنة بلاده على المنطقة بعد تمزيقها طائفية كما فعلت في العراق.
دخول القوات الخليجية إلى البحرين شأن بحريني يقرره عاهل البحرين ،الحاكم الشرعي لهذه البلاد دون سواه، ولا يحق لإيران ولا لغيرها أن تعلق على قرار كهذا ،سلبا أو إيجابا ،لأنها ليست ذات صفة فيما يجري في البحرين ،ولا يحق لها فرض وصايتها على أي مواطن بحريني أيا كان مذهبه،والبحرين دولة عربية ترتبط مع شقيقاتها العربيات باتفاقات ومعاهدات وبأواصر الدم والتاريخ والجغرافيا،ولها أن تستعين بشقيقاتها العربيات في الوقت الذي تريد وبالكيفية التي تقررها.
ويبقى سؤال أتمنى أن يجيبنا عليه الذين التقطوا الإشارة الإيرانية وعلى الفور سيروا المظاهرات في لبنان ووصفوا ما يجري في بلدنا وصفا كاذبا:ماذا صنعت الطائفية التي رسختموها في لبنان؟وماذا صنعت مليشياتكم التي خلقت دولة داخل الدولة اللبنانية ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية