العدد 1140
الإثنين 28 نوفمبر 2011
banner
إيران ومحاولات كسب ود المصريين
الأحد 28 أبريل 2024

هناك مؤشرات عديدة خلال الفترة الماضية تبين أن إيران تبذل جهدا كبيرا لخلق رابط بينها وبين الثورات والاحتجاجات التي انطلقت ولا تزال في الدول العربية وتحاول وضع عناوين معينة لهذه الاحتجاجات تتفق مع أهدافها ومصالحها سواء على مستوى أجندتها مع الغرب أو أجندتها تجاه المنطقة العربية.
ويعد أكبر هدف في الوقت الحالي للإيرانيين الثورة المصرية والثورة التونسية، على الرغم من أن التصريحات التي صدرت عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تعتبر الفصيل الأقوى في مصر حاليا وعن حركة النهضة في تونس، أتت بغير ما تشتهي السفن الإيرانية وبعكس ما تسوق له إيران ووكلاؤها، فقد أعلنت كل منهما أن الحركة التي انطلقت في البحرين هي حركة طائفية، وطالبتا إيران بأن تكف عن النبش في الملف الطائفي في البحرين، بل وصل الأمر بالشيخ راشد الغنوشي أن وصف ما جرى في البحرين بأنه تشويه للثورات العربية التي عبرت عن شعوبها بكاملها وعبرت عن مطالب عادلة.
ولكن إيران رغم هذا الرد الواضح والحاسم من قبل الإخوان المسلمين في مصر وتونس، لا تكف عن مغازلة كل ما هو إسلامي وتصنع من نفسها راعيا ورئيسا لكل ما يخص الشعوب الإسلامية.
آخر ما تفتق عنه الذهن الإيراني في هذا الشأن هو إنشاء مجلس أطلقت عليه مجلس “الصحوة” يتخذ من طهران مقرا له، وقامت بتأسيس هيئة تابعة له أسمتها هيئة الشورى، وأعلنت عن تولي على أكبر ولاياتي رئاسة هذا المجلس ووضع على قائمته 700 عالم مسلم.
وقد أعلن علي أكبر ولاياتي رئيس المجلس أن الهدف من المجلس هو تحقيق وعي وصحوة شاملة في أنحاء العالم الإسلامي، وقال أن لديه أمل كبير من خلال دراسته لتاريخ مصر أن لدى الشعب المصري استعدادات وإمكانات هائلة والجميع يقدرها، وأنه يتطلع للمزيد من التعاون وتقوية العلاقات في المستقبل القريب مع مصر.. ويأمل أن تكون مصر ركيزة للصحوة الإسلامية خاصة لما تتميز به من احتوائها لعدد كبير من آل البيت والصوفية وهذا سبب رئيسي في إيجاد الوحدة الإسلامية والابتعاد عن أي فرقة.
وأكد سماحة الشيخ هادي أكبر مستشار لرئيس المجمع العالمي لآل البيت ومقره إيران أن التقارب بين الشعبين المصري والإيراني يسبب قلقا لدى الغرب الذي يسعي إلى مقاومته بكل الوسائل لأنه يعني قوة إسلامية لا يريد الغرب لها أن تقوم.
وهناك أمور أخرى غير هذا الكلام لا تخلو أيضا من دلالة، منها أن حوالي ثلث أعضاء المجلس، الذي دشنته إيران، من العلماء المصريين وفي مقدمتهم الدكتور محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
إيران لها أهداف واضحة في مصر على وجه الخصوص وتريد أن تتخذ من الثورة المصرية، ومن مساحة الحرية التي وجدت، نقطة انطلاق جديدة اعتمادا على الصوفية ومن يسمون أنفسهم بآل البيت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية