العدد 1118
الأحد 06 نوفمبر 2011
banner
تصريحات وزير الخارجية لـ “المصري اليوم”
الأحد 28 أبريل 2024

ضجة كبيرة أثيرت عقب تصريحات وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد للصحف المصرية، لأن جريدة المصري اليوم نشرت عبارة لم ترد على لسان الوزير، وهي أن ما جرى في البحرين من احتجاجات وأعمال عنف في الرابع عشر من فبراير كان تعبيرا عن حركة مطلبية ولم تتضمن سعيا لقلب نظام الحكم في البلاد.
وكانت هذه الضجة مستحقة بطبيعة الحال لأن هناك فرقا كبيرا بين الحالتين، فالحركات المطلبية أمر معروف وتنشأ في كل زمان ومكان، تنشأ في جميع دول العالم لأسباب اقتصادية واجتماعية كالفقر والبطالة والظلم الاجتماعي، ولا فرق في ذلك بين الدول العريقة في مجال الديمقراطية وبين الدول التي تخطو خطواتها الأولى في هذا المجال.
الحمد لله أن جريدة المصري اليوم اعترفت بأن العبارة التي أوردتها على لسان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وردت على سبيل الخطأ، وأنها ليست من كلام الوزير.
وعلى أية حال فالمصري اليوم من الصحف المحترمة في العالم العربي لأنها حريصة على المهنية وعلى احترام القارىء، ولا يتوقع منها أبدا أن تتعمد تشويه تصريحات الوزير، خاصة على هذا المستوى الذي يصل إلى حد القلب التام للحقيقة.
فمن المستحيل أن يصرح وزير خارجية البحرين بأن التمرد الذي حدث في البحرين كان من أجل مطالب اجتماعية ولم يسع أصحابه لقلب نظام الحكم، لأن الفرق الوحيد بين ما حدث في الدول العربية الأخرى كمصر وتونس وسوريا من جهة وبين البحرين من جهة ثانية، يكمن في أن التحركات الشعبية في هذه الدول بدأت مطلبية ثم تطورت لتطالب بإسقاط النظام وكان لها ما أرادت في تونس وفي مصر.
ولكن الأمر في البحرين كان مختلفا، فما جرى كان مؤامرة لقلب نظام الحكم والانقضاض على السلطة من قبل فئة واحدة من فئات الشعب البحريني، حتى وإن تم تغليف هذه المؤامرة بمطالب اجتماعية وتعديلات دستورية.
كانت الخطة موضوعة ربما من قبل انطلاق التحركات الشعبية في تونس ومصر، من أجل قلب نظام الحكم في البحرين بمعرفة الدولة الإيرانية وبمساعدتها، وكانت هذه الخطة تنتظر الوقت المناسب لكي يتم تنفيذها، وعندما انطلقت الاحتجاجات في تونس ومصر، رأى أصحاب المخطط الجهنمي أن الوقت قد حان من أجل تنفيذه، وأن اللحظة التي كانت موجودة لن تتكرر مرة ثانية، فبدأ التنفيذ قبل موعده انتهازا للظروف التي تهيأت بشكل لم يسبق له مثيل ويصعب أن تتهيأ على هذا النحو في المستقبل القريب.
ولم تكن الظروف مهيأة فقط لأن الخلط بين ما يجري في الدول الأخرى وما يجري في البحرين كان أمرا يسيرا، ولكن أيضا لأن مصر تحديدا كانت منشغلة بما لديها من اضطرابات أمنية واحتجاجات من معظم قطاعات الشعب وهو ما جعل إيران تشعر أن الوقت قد حان لبدء مشروعها في المنطقة العربية والذي يبدأ انطلاقه من البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية