+A
A-

د. سعيد السعيد: زيادة مضطردة في الإصابة بأمراض الشرايين التاجية

أكد اسد. سعيـــد السعيـــــدتشاري أول أمراض القلب في المستشفى الملكي التخصصي د. سعيد السعيد، أن العالم يشهد زيادة مضطردة في الإصابة بأمراض القلب، خصوصا أمراض الشرايين التاجية، على الرغم من تطور طرق التشخيص والوقاية والعلاج، موضحا أنه وفقًا لأحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية مازالت هي السبب الأول للوفيات، وتمثل ثلث أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم. 

وذكر أن أمراض القلب هي مجموعة من الحالات التي تصيب القلب، وتشمل أمراض الأوعية الدموية، مثل مرض الشريان التاجي، اضطراب ضربات القلب، عيوب خلقية في القلب منذ الولادة، ضعف أو تضخم عضلة القلب، عيوب صمامات القلب وأمراض ضغط الدم.
وأضاف: هناك عوامل خطورة عدة مرتبطة بأمراض القلب، ومنها العمر، إذ إن التقدم في العمر يزيد من احتمال تصلب الشرايين وتضيقها، إضافة إلى الجنس، إذ إن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. بينما تزداد فرص تعرض السيدات لها بعد انقطاع الطمث.
وقال: إن تاريخ الإصابة بمرض الشريان التاجي في الأسرة خصوصا قبل بلوغ 55 سنة للذكر كالأب أو الأخ، و65 سنة للأنثى كالأم والأخت، يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، إضافة إلى التدخين، إذ إن حدوث النوبات القلبية بين المدخنين أكثر مقارنة بغير المدخنين. 
وذكر أن ارتفاع ضغط الدم، إضافة لارتفاع مستوى الكوليسترول والسكري، من الأمراض التي تؤدي إلى تصلب الشرايين وحدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأشار إلى أن اتباع أنظمة غذائية غنية بالدهون والملح والسكر والكوليسترول يرتبط بالإصابة بأمراض القلب. كما تؤدي قلة الحركة للتعرض لكثير من أمراض القلب وبعض عوامل الخطر التي تؤدي إليها أيضًا.
وأكد أن سوء الحالة الصحية للأسنان واللثة يسهم في دخول الجراثيم إلى مجرى الدم والانتقال إلى القلب، ما يؤدي إلى أمراض صمامات القلب، مضيفًا أن الالتهاب الناتج عن أمراض المناعة والروماتيزم، والعدوى الفيروسية أو الميكروبية، واستخدام الأدوية، تزيد من فرص الإصابة.
وقال إن التوتر والاكتئاب قد يسبب تفاقم عوامل الخطر الأخرى، كما تناول الكحول وتعاطي المخدرات يعرض الشخص إلى الإصابة بأمراض القلب.
وقال: إن أكثر أمراض القلب شيوعًا هي تصلب الشرايين التاجية، الذي يؤدي إلى تضيق أو انسداد الشرايين، ما ينتج عنه الذبحة الصدرية والنوبات القلبية، وفشل القلب في ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، أو توقف القلب المفاجئ. 
وعن الجديد في علاج أمراض القلب، أكد أن ضعف عضلة القلب يصيب 2 % عالميًا، ويتسبب في وفاة 50 % ممن يتم تشخيصهم خلال 5 سنوات. ولسنوات عديدة، انحصر علاج ضعف القلب على مدرات البول وموسعات الشرايين ومثبطات بيتا، التي تبطئ من معدل نبضات القلب، موضحًا أنه حديثا تم إضافة نوعين آخرين يتميزان بخفض احتمالات الوفاة ومعدل دخول المستشفى جراء هبوط القلب المتكرر. والنوع الأحدث هو دواء أنتج أصلا لعلاج مرضى السكر النوع الثاني عن طريق التخلص من السكر في البول، مبينًا أنه يوجد منه أدوية عدة مثل “داباجليفلوزين وامباجليفلوزين”، وكلاهما أثبتا فائدة جمة في علاج هبوط وظيفة القلب الانبساطية.
وأضاف أن علاج قصور وظيفة القلب المزمن الناتج عن انخفاض قدرة القلب على ضخ الدم باستخدام عقار انترستو، أدى إلى انخفاض ملحوظ في دخول المستشفى بسبب قصور القلب، وتحسن قدرة القلب في ضخ الدم، وانخفاض معدلات الوفاة القلبية.
وتابع: هناك دواء جديد لتخفيض الكوليسترول عن طريق الحقن بجرعتين في السنة. وأظهرت النتائج كفاءة عالية، ونسب أمان عالية مع انخفاض في الأعراض الجانبية والمضاعفات. 
وفي الختام قال السعيد: ثمة أنواع من أمراض القلب لا يمكن منعها أو تغييرها مثل عيوب القلب الخلقية، أو تاريخ العائلة، أو الجنس، أو العمر، ولكن ما يمكن تغييره هو الأنماط الحياتية التي تساعد في تحسين حالة المرضى أو منع العديد من أمراض القلب. 
وتابع: على الإنسان أن يكون حريصًا على الحفاظ على المستويات الطبيعية لضغط الدم والكولسترول والسكري، إضافة للإقلاع عن التدخين، والحرص على نظام غذائي صحي منخفض الأملاح والدهون المشبعة، والحفاظ على وزن صحي، وخفض مستوى التوتر. والأهم ممارسة النشاط البدني لمدة 150 - 300 دقيقة من الرياضة متوسطة القوة أو من 75 - 150 دقيقة من الرياضة شديدة القوة في الأسبوع. كما أن من المهم الحفاظ على قسط جيد من النوم. ويجب على البالغين أن يحرصوا على النوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
ويقدم المستشفى الملكي التخصصي عددًا من الخدمات، منها تقييم عوامل الخطورة وتقدير احتمال الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، وتقديم التشخيص والعلاج طبقا لتوصيات جمعيات القلب الأوروبية والأميركية لعلاج أمراض الشريان التاجية باستخدام فحص القلب أثناء المجهود البدني أو الدوائي، مع فحص القلب بالموجات فوق الصوتية وتصوير الشرايين بالأشعة المقطعية، وعلاج عوامل الخطورة مثل أمراض ضغط الدم والسكري والسمنة وارتفاع الدهون، مع تسجيل ضغط الدم خارج المستشفى لمدة 24 ساعة، إضافة إلى تشخيص اضطراب ضربات القلب والخفقان باستخدام تسجيل تخطيط القلب خارج المستشفى لمدة طويلة، وعلاج أمراض عضلة القلب وهبوط وظائف القلب، وأمراض صمامات القلب، وعيوب القلب الخلقية أو الوراثية في الأطفال والبالغين، إلى جانب فحص القلب بالموجات فوق الصوتية.