+A
A-

ليلة.. في وسط اللهيب

 

بقلم  مروة عمار جواد 

كنا نائمين ليلًا.. طرق الباب فأسرعت لفتحه، فإذا أحد الجيران يطلب المساعدة. وقفت مذهولة؛ فالنوم مازال في عيني، لكن صرخته فتحت عيني من جديد. فهرب النوم مني ووقفت مذهولة أمامه. أخذ يصرخ بأعلى صوته قائلا «حريق في منزلنا وأطفالي هناك، ابنتي مريم صديقتكِ في المدرسة بداخل المنزل».

مازلت أقف على باب منزلي أفكر كيف يمكن أن أقدم له المساعدة؟ ثوان وإذا بي أمسك هاتفي وأطلب النجدة من قسم الإطفاء.

 

لم أستطع الانتظار كثيرًا، فقمت بإيقاظ كل من في المنزل حتى أنني قمت بإيقاظ باقي الجيران، هرعنا جميعًا إلى منزل الجار المسكين وكان المنزل قد احترق، أبناؤه محاصرون في الداخل مع زوجته. قام كل فرد منا بحمل إناء من الماء وأخذنا نسكبه على الحريق لعل لهيب الحريق يهدأ وننقذ من في المنزل، لعلي أستطيع إنقاذ صديقتي مريم.

 

هدأت النيران قليلًا بفعل تعاون الجيران، إلا أن الإطفاء لم يصلوا حتى الآن.. ارتفع صوت صراخ جارنا المسكين وهو ينادي «أبنائي.. ابنتي.. زوجتي.. أنقذوهم»، وما هي إلا ثوان حتى وجدت نفسي بداخل هذا اللهيب برفقة بعض الجيران نحاول إخراج من في هذا المنزل المحترق.

 

بعد صراخ وعويل وبعد دقائق انتظار طويلة خرج أصحاب المنزل بإصابات بسيطة. وصل الإسعاف وقام بإسعافهم جميعًا.

 

بعد هذا الصراخ سألني أحد الجيران: كيف دخلت داخل الحريق؟ لم أعِ ما كنت أفعل، فقد كنت أسعى إلى إنقاذ من هم في داخل المنزل.

 

وفي الصباح وبعد ليلة شاقة جلست على فراشي وإذا بمريم صديقتي تدخل غرفتي، استقبلتها بالأحضان، فقالت: «شكرًا لأنكِ أنقذتني من هول الحريق».