+A
A-

علبة الأسرار

 

بقلم:  عبدالله محمود القطري

بين أشكال مدهشة من الهدايا والألعاب والتحف والأزهار في المتجر الكبير، كان هناك الكثير من الصغار والكبار يتجولون لشراء الهدايا.

ترى، ما هي الهدية الرائعة التي سيختارها «عبادي» لصديقه «حسام» بمناسبة فوزه في المسابقة المدرسية؟

فكر عبادي وفكر وهو يتجول في المتجر حتى وقف أمام أحد الرفوف وهو يبتسم وقال: «ها هي.. الله ما أجملها.. سيفرح بها حسام كثيرًا».

ولماذا سيشتري عبادي الهدية لحسام دون غيره من أصدقائه؟

 

كان حسام كثير الخوف.. وكم كان شديد البكاء في المدرسة... فحين يخطئ في الحساب يبكي! وحين ينسى النشيد يرتبك ويرتعش من شدة الرهبة من المعلم... حتى في حصة الرياضة؛ كان يخشى من القفز على الحصان الخشبي.

 

يومًا بعد يوم؛ كان المعلم الأستاذ جاسم ومعه عبادي وبعض الأصدقاء يشجعون حسام ويساعدونه لكي يتخلص من الخوف والتردد.. وحسام كان مسرورًا وهو يتقدم ويتخلص من خوفه وتكبر ثقته بنفسه.

كانت فكرة عبادي مذهلة...

 

كل يوم، يكتب المعلم وعبادي رسائل، وفي كل رسالة صورة وحرف ولغز.. وكان حسام يكتب الإجابات كل يوم ويحتفظ بالصور والحروف حتى صارت لديه علبة مليئة بالصور والحروف والألغاز، والمفاجأة السارة.. أن علبة حسام فازت في مسابقة المدرسة لأفضل عمل ذكي؛ لأنه أتقن في حل الألغاز بالحروف والصور.

أما الهدية، فقد اشترى عبادي علبة جميلة زاهية، ومع الأستاذ جاسم، وضعوا فيها لقطات مصورة لحسام وهو يكتب ويرسم ويؤدي التمارين بنجاح.

 

شعر حسام بالسرور وهو يتسلم هديته الجميلة وشكر معلمه وأصدقاءه..

 

وفي اليوم التالي قدم حسام لمعلمه لوحة كتب فيها بخط جميل: «معلمي وأصدقائي.. أحبكم لأنكم علمتموني معنى التوكل على الله... شكرا لكم».