العدد 5683
الإثنين 06 مايو 2024
banner
د. نجيب غربال
د. نجيب غربال
إدارة التميز المؤسسي
الأربعاء 24 أبريل 2024

تسعى المنظمات حالياً إلى مواكبة التطورات بشكل لافت وبشتى الأساليب والصور وذلك من خلال إدارة الأداء سعياً لتحقيق التطور والذي سوف يؤدي إلى تقديم خدمات وسلع بصورة أفضل، والسبب في ذلك هو مواجهة شبح التحديات الذي نشاء من منظمات كانت غير معروفة أو دول لم يحسب لها حساب فصارت اليوم من الدول أو المنظمات التي لها باع كبير في هذا المجال في فترة قصيرة.

بدأ الاهتمام بموضوع التميز في بداية الثمانينات (1982)، حيث ألف كلٍ من توم بيترز و روبرت ووترمان كتاب "البحث عن التميز" (In Search of Excellent) والذي كان كردة فعل لتميز الشركات اليابانية، والآن أعتقد هناك كتاب أو بحث يُكتب عن تميز الشركات الصينية.

يعتبر التميز بالريادة والإبداع هو ما تقوم به تلك المنظمات من خلال تقديم منتجات أو خدمات تحقق نتائج باهرة ترضي بها مجتمعها سواء كانوا عملاء أو مساهمين أو موظفين، وهي أيضاً تلك المنظمات التي تقوم بتطبيق إستراتيجية غالباً ما تكون ثابتة والتي تتألف من مرتكزين، الأول هو التركيز على الإبداع والقيمة المضافة، والثاني هو إتخاذ قرارات صحيحة وفق أسس إدارة المستقبل من خلال إيضاح سلسة العمليات بتلك المنظمة وفق تخطيط مبنى على أسس إستراتيجية يعزو لتغير جذري سوف يحدث اضطراب في بيئة المنظمة للوصول إلى تكوين أو خلق عقلية إستراتيجية فعّالة تهيئ لإدارة المستقبل بشكلة الجديد، وهنا نعطي مثال من أرض الواقع: حيث كانت شركة نوكيا للهواتف النقالة تعلم بأن التغيير قادم لا محالة للأجهزة الذكية وهي قد رسمت ووضعت مخطط  لطرح جهازها في السوق، ولكن الممانعة أو ما يسمى مقاومة التغيير الداخلية حالت دون طرح ذلك الجهاز، حيث أعتقد الصف الثاني من الإدارة بأنه مازال لديها وقت لاستفادة من نظام تشغيلها المعروف بأسم (سيمبيان Symbian) فقامت بتأجيله لوقت لاحق، في المقابل شركات أخرى كانت جاهزة لطرح منتجاتها مثل: (أيفون وسامسونج) واللذان استغلوا هذا التردد عند شركة نوكيا وقما بطرح منتجهم في الوقت المناسب والذي أدى بدوره إلى استحواذهم على أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين، وهنا تستدرك بأن المنظمات التي تحقق التميز والإنجازات والنتائج الباهرة هي التي تعتمد على تطبيق معايير الجودة والتغيير والتحسين والتطوير المستمر، وأيضاً القدرة على التعامل والتكيف مع التغيير والتطور السريعين وفي الوقت المناسب دون تسويف. وهذا يقودنا إلى مفهوم أخر وهو إدارة التميز المؤسسي وهو الجمع ما بين الرؤية النظرية والعملية والذي يقود إلى تكوين صورة شاملة (The Big Picture) عن العوامل التي تدعم تطوير التميز المؤسسي في بيئة الأعمال في إنتاج خدمات المتطورة مثل ما هو حاصل حالياً "الذكاء الاصطناعي AI" مثل خدمات (جوجل بارد أو ‎ شات جي بي تي)، حيث مازلنا لم نستوعب المنتج بنسخته الأولى (ChatGPT version 3.5) ألا أنه وبسرعة أصبح بنسخة محدثة جديدة (ChatGPT version 4.5) ووفقا لأحدث المعلومات التي قدمتها منصة OpenAI، من المقرر إطلاق منصة (ChatGPT-5) في منتصف عام 2024، كل هذا التطور بدء بإصدار النسخة الأولى منذُ نوفمبر 2022 واغلبناً يحاول مستخدمو هذه المنصة التمكن من خصائص هذه الخدمة "ChatGPT" التي أصبحت مميزة، ولكي نصل للتميز وهو أمراً ليس يسيراً ولا يتحقق بالأمنيات ولكنه أمر شاق ويحتاج إلى جهد متواصل من خلال تكاتف جهود منتسبي المنظمة، حيث يجب عليهم التالي: تنمية واخذ المبادرة لموضوع الابتكار، تنمية وتفعيل التوجه لإرضاء العملاء، الإلتزام بأخلاقيات وقيم العمل الإيجابية، الإلتزام بمفاهيم ومتطلبات الإدارة المالية السليمة، تنمية بُعد التعلم والنمو (المعرفة) للموظفين الجدد، تفعيل فرص التعلم التنظيمي، تنمية آليات التفكير التنظيمي، إلتزام منهجية علمية لبحث المشكلات واتخاذ القرارات الملائمة، التوجه بالنتائج، التركيز على العملاء، الاهتمام المتوازن بإصحاب المصلحة، إدماج المنظمة في المناخ الحيط بها وتنمية أنشطتها واحساسها بالمسؤولية الاجتماعية وأخيراً يبني موضوع الحوكمة بجميع مرتكزاتها الأربعة (المسؤولية Responsibility، العدالة Fairness، الشفافية Transparency والمحاسبة  Accountability).

وعطفاً على ما تقدم فإن تتحقق أدارة التميز المؤسسي يتطلب توافر بناء إستراتيجي متكامل يُعبر عن التوجهات الأساسية للمنظمة وايضاً نظرتها المستقبلية من خلال رؤيتها (Vision) ورسالتها (Mission) وأهدافها (Objective) التي تسعى لتحقيقها وأيضاً تحديد مركزها التنافسي وطبيعة الخدمات أو المنتجات التي تتميز بقدرتها على توفيرها بأفضل صورة عن باقي المنافسين في سوقها المستهدف.

*أكاديمي بحريني

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية