العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
banner
حسن الصايغ
حسن الصايغ
مستويات قياسية يسجلها الذهب
الخميس 18 أبريل 2024

وسط المناخ الجيوسياسي المتوتر وضبابية التوقعات الاقتصادية ما هي تفسيرات الصعود الغريب لأسعار الذهب، وما هو مستوى الاقبال عليه في السوق البحرينية؟

لقد شهدت الجلسات الأخيرة للأسواق العالمية صعود الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً إلى ذروة لم يسبقها مثيل متجاوز 2400 دولار (للأونصة) خلال تداولات جلسة الجمعة الماضي لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق، قبل أن تتراجع إلى 2344 دولار عند نهاية الجلسة وارتفاع بأكثر من 15 %  منذ بداية العام. وقد جاء في تصريح إلى محللين من بنك أوف أميركا استمرار ارتفاع أسعار الذهب مع تكهنات بوصوله إلى 3 آلاف دولار (للأونصة) في العام المقبل.

شهدنا عمليات تحوط كبيرة على الذهب في الصين والمانيا وتركيا، جراء مخاوف الانخفاض المحتمل في قيمة الدولار والأخطار التي تهدد النظام المالي مع أن رئيس بنك الفيدرالي الأميركي جيروم باول قد أكد في وقت سابق، التزام بنك الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة هذا العام إلا أن البنوك المركزية انتهجت نهجاً أكثر حذراً في مساعي تكديس المعدن الأصفر لتخفيف الأخطار المرتبطة بالعجز المالي المستمر للدولار كما استفاد المعدن في الفترة الماضية من تكهنات قرب خفض معدلات الفائدة الأميركية مع تصاعد القلق بشأن استخدام الولايات المتحدة لعملتها كسلاح، ودعم اتجاه دول إلى تحويل احتياطياتها إلى الذهب.

ويشتهر الذهب البحريني إقليميا وعالميا بجودته المميزة ومصوغاته الجذابة إذ مهما ظهرت الموديلات الحديثة يبقى الطلب النسائي على المصوغات البحرينية الكلاسيكية وتصاميم الأجداد القديمة التي تتميز بلونها الغامق وصبتها الثقيلة محل طلب مستمر.

وعلى مر السنين لا يزال الذهب البحريني الأصفر عيار 21 و 22 مسيطرا على معدلات الطلب إذ لا يقتصر فقط على المواطنين والمقيمين بل يشكل مواطنو دول مجلس التعاون حصة لا بأس بها من معدلات الإقبال.

تاريخيا، آخر ما شهده سوق الذهب البحريني من ارتفاع كبير  لأسعار الذهب كان في عام 2013 حيث سجل 21 دينار للغرام الواحد أي ما يعادل بسعر اليوم 25 ديناراً.

وبطبيعة الحال هناك تراجع ملحوظ في الطلب على الذهب مع اغتنام فرصة الارتفاع بالبيع، ولكن مثل هذه الحالات تجعل من الموديلات البحرينية محلية الصنع  مطلوبة وتشهد إقبالاً، بسبب توجه البائعين لخفض سعر المصنعية بهدف جذب الزبائن، ومن جانب آخر بقيت المصوغات من الحجم الصغير على مستوى إقبالها الطبيعي من قبل المشترين.

و بعد الإستماع إلى أصحاب محلات الذهب في سوق المنامة، فقد  أشارو الى أن دخول المزيد من بائعي الذهب إلى السوق البحريني أسهم في انخفاض حصة المبيعات ، مشيرين إلى أن عدد البائعين لا يتناسب مع حجم السوق.

وأخيرا وليس آخرا،  أشاد أصحاب محال الذهب بعقلية المستهلك البحريني المتمثلة في الحرص الدائم على الاحتفاظ بالذهب كونه الملاذ الآمن.

*طالب بكالوريوس اقتصاد ومحلل بيانات

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية