العدد 5665
الخميس 18 أبريل 2024
banner
حدد موقفك!
الخميس 18 أبريل 2024

منذ أن أرسلت إيران مسيّراتها وصواريخها في الجوّ في اتجاه الكيان المحتل، والعرب – تحديداً - منقسمون ما بين مؤيد ومعارض، ومهلل ومولول، وساخر وساخر مضاد.
ولو استثنينا منطقتنا الخليجية، وبعض الدول العربية الأخرى المبتلاة بالثنائية الإسلامية المذهبية، المعروفة تعليقاتها، واصطفافاتها حتى قبل أن يحدث أي حدث (مثال: خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل خمسة أشهر)، انطلاقاً من مواقف لا تقوم على العقل، بل على التضاد مع أي فعل أو تصريح يأتي من الآخر، والدفاع المستميت عمّا يصدر عن الجانب الذي تنتمي إليه طائفياً، حتى وإن لم يؤخذ رأيها في المواقف والتصريحات.. لو استثنينا هذه الشريحة غير القليلة من جماعة المعلقين؛ لوجدنا أن الوطن العربي في تعليقاته الإخبارية، و”السوشلية” يقف مواقف الانقسام ذاتها التي تقع فيها الثنائيات المذهبية.
تربط أغلب التعليقات – المؤيدة والمعارضة والساخرة من الرد الإيراني على قصف القنصلية في سوريا أخيراً – ما فعلته إيران بـ “الجدوى” من هذا الفعل، وشبهه البعض بما قام به الرئيس العراقي السابق صدام حسين حينما أطلق عدة صواريخ في اتجاه فلسطين المحتلة عندما ضاق الخناق عليه وبدأت الحرب ضده في 1991، في حين أن البعض صوّر ما حدث بـ “كسر الشوكة”، و”كسر الهيبة”، و”سقوط أسطورة”، كما قال فريق إن إيران لم تتحرك من أجل غزة وهي تدكّ طيلة أشهر ستة، وتحركت في أقل من أسبوعين للانتقام لنفسها. هناك من قال إن الكيان خسر 1.3 مليار دولار للتصدي للهجوم في ليلة واحدة، وهناك من ردّ عليه بأن هذه الأموال ستخرج من أفئدة الدول العربية على شكل صفقات سلاح أميركية. وبينما يقول فريق إن هذا الهجوم “الرمزي” إشارة لقوات الكيان بـ “أننا قادرون”، ردّ عليهم فريق مضاد بأن هذا الهجوم الذي لم يأت بنتيجة أحيا مظلومية “إسرائيل” ولعبها على العواطف الغربية بأنها مظلومة في محيط يكرهها ويتمنى، بل ويسعى لزوالها! أيها الناس... “رأس مالنا” هذه القضية المركزية، وعلى الرغم من تجاوز عمرها الثلثي قرن، فإن موقفاً واحداً موحَّداً وموحِّداً تجاهها لا يزال محل هذر كثير، وموجبا للأخذ والرد، وعدم الاتفاق، وتبادل السخرية، بينما الخاسر الأكبر لا يزال يعاني وحده، ويدفع ثمن انقسامنا وحده.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية