العدد 5651
الخميس 04 أبريل 2024
banner
أدعم "إسرائيل" وأفتخر
الخميس 04 أبريل 2024


لو تساءلنا: لماذا تدعم جملة من كبريات الشركات في العالم الكيان الصهيوني، هكذا جهاراً نهاراً، حتى في اللحظات التي يبدي هذا الكيان أسوأ ما لديه من تصرفات، وإن ليس لسوء تصرفاته عمق يصل إليه، مع أنّ كل المقارنات ليست في صالح المساحة من الأرض التي يسيطر عليها مؤقتاً؟! ففي الماضي كانت الشركات ذات المصالح المتشابكة مع الكيان تحاول أن تكون أقل وضوحاً في الدعم والتأييد، ولكننا اليوم لو تجولنا في الأسواق، وعرضنا جملة من البضائع على المواقع التي ترصد الشركات المؤيدة، لوجدناها كثر، حتى أنني خرجت من أحد الأسواق منذ أيام قليلة من دون أن أشتري فرشاة أسنان لأن جميع الشركات المعروفة المعروضة موالية لذلك الذي نتحدث عنه.
أستميحكم عذراً للدخول في تشكيلة من الأرقام التي تعني أموراً كثيرة حتى نستطيع الوصول إلى نتيجة: فهناك 15 مليون يهودي في العالم، 12 مليوناً منهم داخل الكيان، والباقون متوزعون بين الدول، وهناك طوائف يهودية ترفض الذهاب إلى فلسطين المحتلة لأن هذا يعارض عقيدتها، وخصوصاً وأهمهم طائفة "ناطوري كارتا" أو "حراس المدينة". في مقابل 430 مليون عربي، أي أن اليوم داخل الأراضي المحتلة وخارجها لا يشكلون أكثر من 3.5 في المئة من تعداد العرب، أي أن من مصلحة الشركات استرضاء هذا القطاع الواسع من "المستهلكين".. أليس كذلك؟! وبينما يصل الناتج الإجمالي الإسرائيلي – بحسب البنك الدولي في 2022 - ما يزيد بقليل عن 525 مليار دولار، فإن الناتج الإجمالي للدول العربية مجتمعة يصل – وبحسب البنك الدولي أيضاً – إلى 3.5 تريليونات دولار، أي أن ناتجنا الإجمالي أكبر من 85 في المئة من ناتجهم، أليس هذا أدعى للشركات أن تتعامل معنا أساساً؟! كما أنّ مساحة أراضينا قاطبة 14 مليون كيلومتر مربع، فيما أرض فلسطين المحتلة 22.1 ألف كيلومتر مربع، وهناك الكثير من المشاكل الأمنية والقلاقل، فإلى أين تتجه أنظار الشركات؟!
للأسف كلها تتجه إلى المحتل. لأمرين أساسيين: استرضاء لحامي حماها حتى تنال أجزاءً من أسواقها، ولأن الشركات تعلم علم اليقين أنها لو داومت على صفع الكرامة العربية مراراً بإعلانها الوقوف ضد عدو الإنسانية؛ فما هي إلا أسابيع قليلة ويعود المستهلكون إلى سابق عهدهم في التعامل معها، فصبراً قصيراً ويأتي الفرج لهذه الشركات.. وللحديث بقية.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية