العدد 5665
الخميس 18 أبريل 2024
banner
وغرقنا...
الخميس 18 أبريل 2024

مؤسف، أننا كلما أمطرت السماء علينا خيراً، كلما رفعنا أكفنا لله ندعو السلامة من ذلك الخير، ونتمنى توقفه وعدم استمراره لساعات أطول. لا لشيء سوى أننا لا نملك بنية تحتية تواجه هذا الخير وتستقبله، ولا بيوتاً محصنة تحمي من فيها من قطرات المطر التي لا نراها إلا أياماً معدودات كل عام! إلى متى ونحن نعيد ما نكتب؟ ونطالب به الوزارات المعنية بالاستعداد المسبق لموسم الأمطار، بدلاً من الاستنفار في الوقت الضائع، بعد أن يغرق الناس في بيوتهم وفي الشوارع بل وتغرق المؤسسات الحكومية والمجمعات التجارية التي منها ما لم يمض على افتتاحها سوى ثلاثة أشهر! لينكشف الوجه القبيح لمقاولين لا يخافون الله! المخزي أن بعض الدول الآسيوية تستثمر موسم الأمطار بتجميع تلك القطرات المنهمرة عليها في الزراعة وإنتاج الطاقة، وحتى في تحليتها للشرب، ونحن نهدر هذه النعمة رغم ما نملكه كدولة خليجية من ميزانية وموارد تفوق مرات ومرات ما تملكه تلك الدول الفقيرة.
حسناً فعلت وزارة التربية عندما علقت الدراسة بالمدارس والجامعات والحضانات، فحياة البشر أغلى وأهم من كل ما دونه، وكان الأجدر بباقي الوزارات أن تحول العمل عن بُعد قدر الإمكان، فما مر به الناس خلال تلك الساعات الممطرة أنهكهم جسدياً ونفسياً، فعدد المتضررة منازلهم ليس قليلا، ناهيك عن سياراتهم، بالله عليكم، كيف سيصلون لمقار أعمالهم وسياراتهم معطلة، أو محاصرة ببحيرات من كل حدب وصوب؟ ومن سيعوضهم إن ما تعرضت سياراتهم للتلف وهم في طريقهم من وإلى العمل؟ ناهيك عن حالة الاستنفار التي حدثت في بيوتهم وهم يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أثاث وأجهزة كهربائية بعد أن تحولت منازلهم إلى برك للسباحة، لا غرف للاستقرار والراحة. ما نشهده كل عام بعد أي يوم غزير في أمطاره، ما هو إلا تكشف لعورات التجاوزات الإدارية والمالية للمقاولين القائمين على تلك المشاريع الإسكانية وأشغال الطرق، وإن لم نقف على أساس المشكلة سنضطر أن نكتب في ذات الموضوع كل مرة!
ياسمينة: لنعالج الأمر من جذوره.
*كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .