العدد 5663
الثلاثاء 16 أبريل 2024
banner
عندما تموت مجتمعات التكنولوجيا من الإرهاق
الثلاثاء 16 أبريل 2024

المجتمعات التقنية مهمة، لا نختلف على ذلك أبدا، حيث تلعب هذه المجتمعات التقنية وخاصة في مجالات سريعة النمو مثل تطوير الألعاب والذكاء الاصطناعي، دورًا حاسمًا في تعزيز الابتكار والتواصل الشبكي، ولكنها تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين من قادتها (كوني واحدا منهم سابقا في مجال تطوير الألعاب قبل أكثر من عشر سنين). يقوم هؤلاء الأفراد غالبًا بموازنة إدارة المجتمع مع أدوارهم المهنية الدائمة والثقيلة، وهو مزيج يمكن أن/ “وسوف” يؤدي إلى الإرهاق، على الرغم من الاعتراف بإدارة مجتمعات التقنية النشطة كالتزام بدوام كامل، نادرًا ما يتم تعويض هذه الجهود على الرغم من أنها تقدم قيمة كبيرة، وهذا مؤسف لما يمكن أن تمثله هذه المجتمعات من خيار رائع للكوادر الوطنية والمهنية.
يمكن تعزيز حيوية هذه المجتمعات بشكل كبير إذا عاملت الحكومات أو المؤسسات قيادة المجتمع كمناصب شبه رسمية مستحقة للراتب أو أي مدخول لكي يتيح لهؤلاء القادة التعامل مع هذه المسؤوليات وكأنها مسؤوليات مهمة تحت مظلة أهداف الوطن. تتلاشى العديد من مجتمعات التقنية؛ لأن قادتها المتطوعين يشعرون بالإرهاق من مسؤولياتهم ومهنهم الشخصية، وينسحبون في نهاية المطاف. يمكن للاعتراف الرسمي والدعم المالي أن يمنع هذه المجتمعات من الانحسار ويضمن بقائها نشطة ومفيدة، حتى لو توفرت هذه “الكيانات الرسمية” أحيانا، ولكن تعقيدها قد ينفر هؤلاء القادة مما هو مهم، فلماذا 70 % من الطاقة تتوجه إلى الرسميات؟ والـ30 % الأكثر أهمية تذهب إلى ما هو يعني كل شيء؟
يمكن دعم القادة ماليًا والابتعاد عن الرسميات المعقدة، بما يجنب الإرهاق ويضمن استمرار المجتمعات التقنية في كونها مراكز أساسية للتطور المهني والتقدم التكنولوجي، وتعويض هؤلاء القادة بشكل مناسب من شأنه أن يساعد في الحفاظ على النظم البيئية الديناميكية اللازمة للابتكار التكنولوجي المستمر، ما يعود بالفائدة على المجتمع الأوسع. إن الاستثمار في رأس المال البشري أمر حيوي لتغذية النمو المستمر والنجاح في قطاع التكنولوجيا. الآن عرفت يا عزيزي القارئ لماذا تعاني معظم الشركات عند البحث عن مطوري برمجيات الحاسوب، فأين لنا الحصول على هذه المهارات؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .