العدد 5663
الثلاثاء 16 أبريل 2024
banner
معيار تحديد المنتصر في حرب غزة
الثلاثاء 16 أبريل 2024

من الطبيعي أن نتمنى - نحن العرب والمسلمون - انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة ومن يؤازرها على إسرائيل، لكن الواقع يقول أمورا ينبغي عدم تجاهلها منها أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقبل بانتصار منظمة مهما علا شأنها وبلغت قوتها على دولة إسرائيل التي هي اليوم واقع شئنا أم أبينا، وكذلك يفعل الغرب وتفعل الدول التي تقف إلى جانب الولايات المتحدة لسبب أو لآخر.
الولايات المتحدة دعمت إسرائيل في هذه الحرب بقوة وستستمر في دعمها لها في كل الأحوال ولن ترضى بهزيمتها، ولعل الدليل الأبرز على هذا هو أنه رغم إسهامها في اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرار الدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة بامتناعها عن التصويت إلا أنها لم تسع إلى إجبار إسرائيل على تنفيذه بل على العكس عمدت إلى توفير ما تريده منها من قنابل وصواريخ وأسلحة وغضت الطرف عن كثير من أخطائها وتجاوزاتها، وهذا يعني أن ما سعى إليه أمين عام حزب الله اللبناني في خطاباته الأخيرة والترويج لفكرة أن إسرائيل هزمت وستهزم في حرب غزة أمر يحتاج إلى غربلة لأنه يعتمد العاطفة ولا يعبر عن الواقع الذي يقول باختصار إن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب ممنوعة مهما حصل. مهم جدا ابتعادنا عن العواطف واعتبار أمنياتنا واقعا حيث الواقع يقول أمورا أخرى ويؤكد أن كل الذين مع إسرائيل لن يقبلوا بهزيمتها أو على الأقل لن يقبلوا بانتصار منظمة حماس التي لا تجد القبول من السلطة الفلسطينية ومن العديد من الفصائل الفلسطينية التي تنظر إليها من منظار مختلف عن منظار أمنيات العامة. إخلاء بعض المستوطنات في غلاف غزة لا يعني انتصار حماس والمقاومة، ووصول بعض الصواريخ من اليمن والعراق إلى حيفا لا يعني انهزام إسرائيل، فهذا كله يدخل في باب سيناريوهات وتكتيكات الحرب، واعتماده يعني اللعب على وتر العاطفة بينما نتائج الحروب لا تعتمد هذا المعيار.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية