العدد 5656
الثلاثاء 09 أبريل 2024
banner
أطباء يستحقون أكثر من الشكر والتقدير
الثلاثاء 09 أبريل 2024

قبل حين بثت إحدى الفضائيات العربية تقريرا عن طبيبة لبنانية ذكرت أنها صارت تعرف باسم “أم الفقراء” لأنها تعالج مرضاها بأسعار رمزية وتعمل وتضحي بوقتها وجهودها لخدمة المرضى المحتاجين. في مقابلة سريعة معها قالت إن هذه هي رسالتها منذ أن افتتحت عيادتها في 1983، وإنها من الأساس كانت تكتفي برسوم قليلة مقابل الكشف على المريض وتشخيص حالته، وإنها كلما زادت خبرتها وكلما زاد الوضع الاقتصادي في بلادها صعوبة وتعقيدا خصوصا في هذه الفترة قررت أن تظل مع الناس وأن تقلل من المقابل الذي تحصل عليه من المريض ليتمكن من شراء الدواء “فهناك من لا يستطيع أن يشتريه وهناك من لا يستطيع أن يدفع مقابل الكشف.. لهذا أيضا لا آخذ شيئا على المريض الذي تضطر حالته إلى مراجعتي والمتابعة”. 
بهذا تستحق صفة أم الفقراء، تماما كما كان يستحق اسم “أبو الفقراء” ذلك الطبيب المصري الذي توفي قبل سنوات قليلة وكان يرفض أن يأخذ قروشا قليلة على مرضاه الفقراء حتى تسبب في زعل زملائه الأطباء الذين تأثرت مداخيلهم بسببه، خصوصا أولئك الذين اختاروا الطب طريقا للثراء السريع ولا يعرفون الإنسانية. في السودان أيضا كان قد اشتهر طبيب سوداني ذو مؤهلات عالية ومتخصص في علاج بعض الأمراض الخطيرة، حيث عرف عنه أنه لا يكتفي بالقليل فقط، ولكنه كان يعطي من جيبه للمريض الذي يتبين له أنه فقير معدم ولا يستطيع تحمل نفقات العلاج وشراء الأدوية، بل قيل إنه كان يزور بعض مرضاه حيث يقيمون ليوفر عليهم أجرة المواصلات وليقدم لهم المساعدات. هذه نماذج من الأطباء الذين اختاروا المهنة للتخفيف عن المرضى وليس لاستغلالهم. والأكيد أن البلاد العربية لا تخلو من هكذا أطباء، وفيها كلها، ومنها بحريننا، من لا يتردد من أطباء العيادات الخاصة في التنازل عن أجورهم فور أن يتبين لهم أن المريض لا يستطيع تحمل نفقات العلاج والدواء.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية