... في فبراير من عام 1981، اهتز العالم بأسره - فرحاً لا حزناً - بذلك العرس الأسطوري للأميرة الجميلة “ديانا”، وهي تزف على عريسها “النسونجي” الأمير “تشارلز” ولي عهد بريطانيا، وكان في الثلاثينات من عمره، وغارق -وقتها- في ملاحقة الأستراليات والكنديات والنيوزلنديات، وهن بنات من دول تحكمها والدته الملكة “إليزابيث الثانية”! الولد “الخلبوص بتاع البنات” لم يكن يريد الزواج على الإطلاق، لكن الملكة أجبرته على التوقف قليلاً وإعادة النظر في سيرته “النسونجية” تلك، ثم حددت له أوصاف عروس المستقبل، وهي أن تجري في عروقها دماء ملكيه أو نبيلة، وأن تكون عذراء! العثور على عذراء في بلاد الغرب مثل العثور على مكعب ثلج في صحراء الربع الخالي في شهر أغسطس، ومع ذلك، فقد توفرت هذه المطالب بفتاة جميلة كانت تدرس الباليه، وتود أن تعمل كراقصة اسمها “ديانا سبنسر”!! ثم... جاء حفل الزواج الملكي الذي شاهده عبر الأقمار الاصطناعية نصف سكان الأرض، أي ما يعادل ثلاثة مليارات نسمة، ولا يستطيع أحد أن يصدق إن حوالي 35 سنة مرت على تلك المناسبة، وبعد أن أنجبت ولدين هما “ويليام” و”هاري”، وهما الآن في الثلاثينات من العمر تزوج الأول، بينما الثاني يسير على نهج الوالد القديم! الأميرة “ديانا” تعذبت كثيراً في حياتها، والذين اعتقدوا أنها عاشت دون أن تعرف طعم الحزن “ما عندهم سالفة “، فالحقيقة أنها عاشت دون أن تعرف طعم السعادة! في لقاء تلفزيوني حاورها فيه مذيع باكستاني ارتبطت معه -فيما بعد- بعلاقة حب سريعة، قالت إن “حياتها الزوجية صارت مزدحمة، إذ إنهم ثلاثة يعيشون معاً، هي وزوجها و..عشيقته المدعوة كاميلا باركر”!! كانت هذه العشيقة أكثر “جكراً” من الدكتورة “نوال السعداوي”، وبها ذكورة أكثر من “عنتر بن شداد”، ولكن لأن “العشق بلاء والحب سم قاتل”، لم ير الأمير “النسونجي” -سابقاً- كل تلك الأمور، بل كان يقول للناس: “خدوا عيوني وشوفوا بيها حبيبتي كاميلا باركر”! في التاسع من ديسمبر عام 1992، قالت لزوجها الأمير تشارلز: “عوفنى..دخيل الله ما أريدك”! وفي 28 أغسطس من عام 1996 رد عليها الأمير قائلاً: “روحي وانتي طالق..يا ديانا”!
تحركت الملكة الأم بعد ذلك وأصدرت مرسوماً ملكياً بسحب لقب “صاحبة السمو الملكي” من “ديانا” التي عادت -مرة أخرى- فتاة بريطانية عادية، وإن كان يجري في عروقها دم نبلاء قدامى، وحصلت على نفقة الطلاق و”المتعة” كمبلغ مقطوع هو سبعة عشر مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل ثمانية ملايين دينار كويتي، وعادت للسكن في شقتها القديمة التي كانت تعيش فيها بمفردها بعد طلاق والديها، وكانت تطبخ -أحياناً- عشاءها وتتناوله وحيدة! كانت تخرج إلى مسارح لندن ودور السينما وتشاهد أحدث العروض، ولم تكن تستطيع اصطحاب ولديها في إجازة خارج إنجلترا إلا بموافقة الملكة، ومن أصدقائها المقربين كان “مايكل جاكسون” الذي فجع بوفاتها، فقام بغناء أغنية خاصة لها بعنوان: “مات مبكراً جداً”!
وفي تلك الأثناء كان الأمير تشارلز -زوجها السابق- يلف العالم سائحاً مع “نوال السعدواي-الإنجليزية”، أو “كاميلا باركر”، تاركاً تلك “البسكوتة اللذيذة” وحيدة في برد لندن! إنهم “الرياييل.. قطيعة تقطعهم كلهم، واللهم خذهم جميعاً أخذ عزيزٍ مقتدر”! ذات يوم، كنت عائداً من رحلة حداق طويلة استغرقت 48 ساعة بدعوة من صديق يملك زورقاً مثل عرس ديانا “أسطورياً”، فوصلت إلى المنزل متعباً وخلدت إلى النوم ولم تكن الساعة قد بلغت الثامنة مساءً بعد! لا أدرى كم غطست في بحر النوم اللذيذ هذا بعد إرهاق، لكن رنين هاتف البيت كان يدق بإلحاح، رفعت سماعة الهاتف بتثاقل، فإذا بسيدة كويتية سبق أن طلبت مساعدتي في نشر مشكله لها تتعلق بمحل تستأجره من إحدى جهات الدولة، فساعدتها قدر استطاعتي واختفت بعد ذلك بشهور لأتفأجا بصوتها -وهي تبكي- على الهاتف فاعتقدت أن الحكومة قد سحبت منها المحل، فسألتها: “خير..اللهم خير”؟! فردت -وهي تشهق بين كل حرف وحرف- “فؤاد ديانا ماتت”!
وقتها، تمنيت لو أن كل السلاح الذي تركه جيش صدام حسين في الكويت عقب انسحابه منها في 25 فبراير 1991 متوفراً أمامي لأستخدمته ضد هذه العاشقة المخبولة التي -ربما اعتقدت- أنني.. “ريل خالة المرحومة ديانا”!
هكذا كان تأثير الأميرة الراحلة على مواطنة كويتية لم تلتق بها من قبل، فكيف بتأثير سحر شخصيتها وأدبها وعملها الإنساني في كل مجال، على أكثر من ثلاثة مليارات شهدوا عرسها، وسعدوا لسعدها؟!
آخر العمود
- لماذا لا يوجد “مكتب أم حسين للخدم” في..اليابان؟!
- لماذا المرأة اليابانية ليس لديها..”كوماري” ولا “ميري”؟!
الياباني مع اليابانية ينجبان طفلاً واحداً، لكنه يكبر فيصبح عالما نوويا، وعندنا “الإسباني والإسبانية” ينجبان عشرة أبناء، أربعة ينضمون للإخوان، وواحد “للقاعدة”، والسادس والسابع “لجند بيت المقدس”، والثامن والتاسع يتاجران بالخمور وحبوب الكبتي، أما العاشر، فتقبض عليه دورية شرطة خارجاً من عمارة “عزوبية” مرتدياً.. “شلحه وستيان”!!