بعد حالة من التخبط والتصريحات غير المدروسة حول مدى إمكان ضرب أميركا لإيران، أصبحت المفاوضات الورقة الأخيرة التي يلوح بها ترامب بعد تهديداته المباشرة بضرب إيران. ورغم حديثه عن المفاوضات والوصول إلى حل دبلوماسي، فإن التكدس العسكري الرهيب للقوات الأميركية حول مناطق النزاع يعطي مؤشرات بتأهب شديد والميل إلى توجيه ضربة أميركية لطهران حتى إن صرح الرئيس الأميركي بغير ذلك. ومازلنا نتابع هذه الأحداث التي ترمي بظلالها على المنطقة والعالم بأسره بترقب شديد وقلق من أية انبعاثات أو تسريبات بسبب ضربات قد تؤثر على المياه والجو وجودة الحياة لا قدر الله.
ماذا يعني ضرب أميركا لإيران؟ يعني أن المعركة تتسع وأن جنونًا في الرد قد يصيب طهران، فتقوم كما صرحت سابقًا بضرب كل المصالح الأميركية في المنطقة. وقلتها سابقًا إن الضربة والرد عليها لا يكلف المنطقة ويلات حرب، كما سيحدث إن قررت الولايات المتحدة الأميركية توجيه الضربة إلى طهران! وهو ما يعني أن الرد قد يأتي مجنونًا بصيغة “عليَّ وعلى أعدائي”!
نتمنى من الله أن تهدأ المنطقة التي تعيش على صفيح ساخن وأن تنعم كل الدول بالأمن والأمان والاستقرار، ولا يسعنا غير أن نكون متابعين واعين لأهمية السلم في المنطقة بأسرها، ويبدأ ذلك كله من السلم النفسي الداخلي لنا ولأسرنا، وأهمية التلاحم الحقيقي بيننا وعدم الميل دون وعي لأخبار من شأنها أن تستهدف هذا الوعي أو تحيده عن طريقه الصحيح.