العدد 6095
الأحد 22 يونيو 2025
banner
سلطنة عمان جنة الله في أرضه
الأحد 22 يونيو 2025

تقول الروائية الأميركية كيت دوغلاس ويجين “هناك نوع من السحر في الذهاب بعيدًا ثم العودة متغيرًا”، هذا ما حدث لي ولأسرتي الكريمة ونحن في زيارة بغرض السياحة إلى الشقيقة الساحرة المبهرة سلطنة عمان، هذه الرحلة التي كانت برنامجا متكاملا كهدية قيمة من السيدة الفاضلة هند البحر لأحفادها وأحفادي ناصر وحصة، إنها السيدة الفاضلة البطلة والمناضلة الكويتية التي سطرت مع العديد من نساء الكويت تاريخا نضاليا مشرفا في مقاومة الغزو الصدامي الغاشم، فلها مني خالص الشكر والتحية والتقدير.
والحقيقة أن هذه الرحلة مع ابنتي الشيخة راحيل والشيخة سارة وأحفادي ناصر وحصة كانت فرصة طيبة لقضاء إجازة عيد الأضحى بين الأشقاء في سلطنة عمان الحبيبة، والتي تلقب بـ “جنة الخليج” نظرا للطبيعة الخلابة ما بين وديان وسهول ومساحات خضراء تسر الناظرين، وقد كانت إقامتنا في منتجع شانغريلا العالمي الذي كان من اختيار السيدة الفاضلة هند البحر، وللمصادفة هو المكان المفضل لنا عند زيارتنا سلطنة عمان نظرا لتميز فريق عمل المنتجع في تقديم أعلى مستوى خدمة للنزلاء وتقوية علاقاتهم بنزلائهم بطريقة تجعل النزلاء يكررون الزيارة للمنتجع مرة أخرى، ومن باب الوفاء والعرفان منهم لابني الحبيب المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح في جنات النعيم وغُفر لنا تقصيرنا وانتقم له ولكل الشهداء، كانت إدارة المنتجع حريصة على تقديم ما كان يفضله ابنى الحبيب من طعام وشراب، وذلك تقديرا وتخليدا لذكراه، حيث إنه رحمه الله كان يشاركهم في مختلف أنشطة حماية الأحياء البحرية.
ومن مميزات المنتجع التي تعبر عن دورهم الإنساني الراقي والفعال أنهم يوظفون شبابا رائعا من ذوي الهمم في لفتة إنسانية طيبة تشجيعا لهم وتقديرا لإرادتهم القوية، والحقيقة أن نجاح أي منتجع سياحي يتوقف على تميز فريق العمل، خالص الشكر والامتنان لإدارة المنتجع على جودة الخدمة والضيافة التي لم نشعر معها بأية غربة.
في سلطنة عمان يحتار العقل لكثرة المواقع التاريخية والترفيهية، حيث ينطق كل ما فيها بلغة الحضارة والعراقة والتسامح، فهناك محمية صلالة ذات الشهرة العالمية، ومسجد السلطان قابوس بالطراز المعماري المبهر وقصر العلم والمتحف الوطني ورمال وهيبة وقلعة مدينة نزوى التاريخية التي كانت عاصمة للبلاد بين القرنين الثامن والثاني عشر وعاصمة العلم والمعرفة في تلك الحقبة الزمنية، وهناك الكثير من المعالم التاريخية والمواقع الجغرافية الخلابة، ومما زاد جمال هذه الرحلة كمالًا رفقة اثنين من الضباط السابقين، أحدهما كان يخدم وطنه في سلاح الجو السلطاني والآخر في سلاح البحرية السلطانية، حيث أفضل من يعبر عن تاريخ الوطن وعراقته رجاله الذين كانوا مرابطين على ثغوره فلهم منى خالص التحية والتقدير.
ولعل أبرز ما يميز سلطنة عمان الشقيقة التسامح الديني رغم اختلاف المذاهب الإسلامية، فالمذهب الآباضي هو الغالب على المجتمع مع تواجد أقل لمذهب أهل السنة والجماعة والمذهب الشيعي، لكن الدستور العماني يجرم النعرة الطائفية في الخطاب الديني، وهناك يعيش أتباع كل المذاهب في تسامح حقيقي، وهو ما تفتقده للأسف باقي المجتمعات العربية.
وفي طريق العودة في مطار مسقط التقيت بالطيار العماني حسين عبدالخالق صاحب المقطع الشهير الذي تحدث فيه مع ضباط برج المراقبة في مطار الكويت بعد بطولة خليجي ٢٦، وهو يشكر الشعب الكويتي على حسن وكرم الضيافة، وذلك نيابة عن الشعب العماني قيادة وشعبا بكلام راق مهذب يعكس الخلق الرفيع للشعب العماني الشقيق وعمق الروابط التاريخية بين الكويت وعمان.
ونحن ما نزال في مطار مسقط رمقت عيناي السيدة الفاضلة صفاء الهاشم وهي تجلس في هدوء وسكينة وكأنها استراحة محارب بعد مسيرة نيابية نضالية مشرفة في قاعة عبدالله السالم، فلها مني كل التحية والتقدير ولكل الشرفاء في وطننا الحبيب. 
وأختم مقالي بأن يرزقنا الله الأمن والأمان وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يعم الأمن والسلام خليجنا والعالم أجمع، ولنا عودة بإذن الله إلى سلطنة عُمان جنة الله في أرضه.

كاتبة كويتية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .