العدد 6095
الأحد 22 يونيو 2025
banner
تحديات الإعلام في مواجهة الذكاء الاصطناعي
الأحد 22 يونيو 2025

تواجه صناعة الإعلام تحديات كبيرة في عصر الذكاء الاصطناعي، فرغم الفرص التي يقدمها، يثير الذكاء الاصطناعي مخاوف جوهرية تتعلق بالمصداقية، والأخلاقيات، وسوق العمل.

بداية من انتشار المعلومات المضللة وتآكل الثقة

تُعدّ قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد محتوى واقعي، مثل “الصور ومقاطع الفيديو المزيفة” (deepfakes)، تحديًا خطيرًا، فمن السهل استخدام هذه التقنيات لنشر معلومات مضللة وأخبار كاذبة بسرعة فائقة، ما يقوض ثقة الجمهور في وسائل الإعلام التقليدية، ويجد الصحافيون أنفسهم أمام مهمة أصعب في التحقق من صحة المحتوى وتمييز الحقيقة من التزييف وصولا الى التحيز والشفافية. وتتعلم أنظمة الذكاء الاصطناعي من البيانات التي تُدرّب عليها، فإذا كانت هذه البيانات تحتوي على تحيزات، فإن المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي سيعكس هذه التحيزات، ما يؤدي إلى تقديم رؤى غير متوازنة أو متحيزة. وتكمن المشكلة أيضًا في “صندوق الذكاء الاصطناعي الأسود” (AI black box)، حيث يصعب فهم كيفية اتخاذ الخوارزميات لقراراتها، ما يجعل المساءلة شبه مستحيلة في حال نشر معلومات خاطئة.

هاجس تحديات حقوق الملكية الفكرية وتأثيرها على الوظائف

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى (مثل كتابة التقارير الإخبارية الأولية)، تبرز تساؤلات حول “ملكية المحتوى” المنتج وحقوق الملكية الفكرية. من يملك المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي؟ وهل يجب تعويض الصحافيين الذين اعتمدت أنظمة الذكاء الاصطناعي على أعمالهم لتدريب نفسها؟ بالإضافة إلى ذلك، يخشى البعض أن يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى “فقدان الوظائف” في القطاع الإعلامي، ما يتطلب إعادة تأهيل وتطوير مهارات الصحافيين لمواكبة هذه التغيرات. ولمواجهة هذه التحديات يجب على المؤسسات الإعلامية تبني سياسات واضحة للشفافية، والاستثمار في أدوات التحقق من المحتوى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتدريب الصحافيين على استخدام هذه التقنيات بمسؤولية، مع التركيز على الدور البشري الفريد في التحليل النقدي، والسياق، والتعاطف.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .