العدد 6095
الأحد 22 يونيو 2025
banner
مواقف وذكريات مع الأستاذ الكبير أحمد العمران
الأحد 22 يونيو 2025

ولد الأستاذ أحمد العمران في العام 1909م وتوفي في العام 2007م. تعلم تلاوة القرآن الكريم لدى أحد المطاوعة. وعند افتتاح مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق في العام 1919م التحق للدراسة بها لمدة ثلاث سنوات. وفي عام 1922م عين مدرسًا فيها لفترة بعد الظهر، حيث كان يعمل في الصباح بمكتب والده التجاري.
ابتعث في عام 1928م مع سبعة من أبناء مملكة البحرين للدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت. وأعيدت البعثة إلى البحرين وعين مدرسًا مرة ثانية في مدرسة الهداية الخليفية، إلا أنه غادر البلاد في العام 1932م إلى طهران والتحق بالجامعة الأمريكية طالبًا ومدرسًا في نفس الوقت.
التحق في العام 1934م بدائرة الكهرباء وعمل مساعدًا لرئيس تلك الدائرة حتى عام 1942م، حينها أمر صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين حينذاك بتعيينه أمين سر البلدية بالمحرق والحد. كما أمر صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين أن يقوم الأستاذ أحمد العمران بعمل مدير المعارف في العام 1945م حين كان المنصب شاغرًا مع مواصلة عمله بالبلدية.
يعد الأستاذ أحمد العمران أول بحريني يتولى مسؤولية إدارة التعليم النظامي في مملكة البحرين. فقد عين مديرًا للمعارف في العام 1946م بعد أن قضى سنة كاملة بأعمال مدير المعارف، واستمر في منصبه هذا حتى العام 1957م، حينها تغير مسمى منصبه وأصبح مديرًا عامًا للتربية والتعليم، وأطلق على إدارة المعارف اسم مديرية التربية والتعليم. وعين في العام 1971م وزيرًا للتربية والتعليم، وبقى في منصبه هذا حتى أواخر عام 1972م حينها نقل إلى الديوان الأميري مستشارًا لأمير البلاد الراحل.
شاهدته وجهًا لوجه لأول مرة عندما كنت طالبًا في الصف السادس الابتدائي بمدرسة المعامير الابتدائية في عام 1958م، عندما قرر زيارة المدرسة لأول مرة بعد افتتاحها في عام 1954م، وصاحبه وفد من مسؤولي دائرة المعارف حينذاك.
كان الحديث في السنوات الأخيرة من عقد خمسينيات القرن العشرين ينصب على اهتمام الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي بغزو الفضاء، فقرر الأستاذ محمود العلوي مدير المدرسة حينذاك تنظيم فعالية بمناسبة زيارة مدير المعارف تتحدث عن غزو الفضاء يلقيها أحد الطلبة، وتم اختياري لتقديم السؤال الأول حال انتهى الطالب من كلمته حيث سألته مباشرة: “هل في الدين الإسلامي ما يحث على غزو الفضاء؟” فأجاب بنعم.. يقول الله في محكم كتابه: “يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) والسلطان هو العلم، فابتهج الأستاذ أحمد العمران وقال بصوت عال: سؤال رائع وجواب موفق. وصافحنا نحن الاثنين، وقال سيكون لكما مستقبل موفق وواعد. 
وافقت وزارة التربية والتعليم على اقتراح قدمته حين كنت مدير إدارة المكتبات العامة ورئيس تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب يتضمن الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس مكتبة المنامة العامة، وذلك بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها، وحدد موعد الاحتفال في الخامس من شهر مارس 1996م تزامنا مع افتتاح معرض البحرين الدولي السابع للكتاب. واتصلت بالأستاذ أحمد العمران وطلبت منه أن يكتب كلمة بالمناسبة؛ باعتباره هو من تأسست المكتبة العامة بالمنامة على يديه، وليتم تكريمه أيضًا، فوافق في الحال وكانت كلمته رائعة وغنية بالمعلومات الخاصة بتأسيس مكتبة المنامة العامة.
ومن أجل تخليد مناسبة اليوبيل الذهبي لمكتبة المنامة العامة طلبت من وزارة المواصلات إصدار طوابع بريدية تجسد المناسبة بعد أن استشرت الأستاذ أحمد العمران الذي شجعني على تنفيذ اقتراحي، واستجابة الوزارة في الحال وأصدرت ثلاثة أنواع من الطوابع التذكارية، تبرز عائلة مكونة من الأب والأم وطفلتهما يقرؤون على طاولة واحدة.
احتفلت جمعية المكتبات والمعلومات البحرينية بتكريم رواد المكتبات في مملكة البحرين. ونظم الحفل بقاعة متحف البحرين الوطني تحت رعاية سعادة الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر وزير الإعلام آنذاك مستشار جلالة الملك المعظم لشؤون الإعلام حاليًا. وكان من بين المكرمين الأستاذ أحمد العمران، الأستاذ أحمد السني، والأستاذ محمد حسن صنقور، والسيدة ليلى الناصر أول موظفة بالمكتبة العامة بالمنامة، والأستاذة فائقة الصالح التي كان له دور بارز في تأسيس جمعية المكتبات البحرينية.
أبلغت الأستاذ أحمد العمران بأن الحفل سينظم في السابع من شهر نوفمبر 2001م، وأن الحفل سيبدأ بكلمة منه، فلم يتردد في كتابة كلمة كانت رائعة وموفقة جدًا، ألقتها نيابة عنه حرمه السيدة سلوى العمران، وحظيت باهتمام كبير من قبل الحاضرين.
قال في بداية كلمته: “الحمد لله تبارك وتعالى الحي القيوم، الذي منحني مديد العمر حتى أرى الغرس الطيب الذي زرعناه في الماضي منذ أكثر من نصف قرن من الزمان يؤتي أكله ثمرًا يانعًا، وحصادًا مباركًا على أيدي أجيال متعاقبة من الأبناء والأحفاد الذين نذروا أنفسهم لخدمة الوطن الغالي ووالوا السير الحثيث في طريق الخير والبذل والعطاء”.
وختم كلمته قائلًا: “أود أن أهنئ جمعية المكتبات البحرينية وأعضاء مجلس إدارتها الموفق، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة ابننا الوفي منصور محمد سرحان على تكريمهم رواد المكتبات العامة، وأثني على الخطوة المباركة بإذن الله بتأسيس مكتبة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة فقيد البحرين الغالي طيب الله ثراه”- حينها كان مشروع بناء مركز عيسى الثقافي ومكتبته الوطنية قيد الإنشاء-.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية