العدد 2197
الإثنين 20 أكتوبر 2014
banner
نواب الجمعيات الإسلامية... “ما شبعتوا”! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 20 أكتوبر 2014

لا أعرف لماذا تصر الجمعيات الإسلامية “في الشارع السني تحديدا” على إقحام نوابها السابقين في الانتخابات النيابية والبلدية القادمة رغم فشلهم الذريع في البرلمان السابق. كل الأسماء التي تنتمي إلى تلك الجمعيات ودخلت البرلمان لم تعط أي شيء والإسهامات التي قدمتها لخدمة المواطن ضئيلة. لماذا تحاول هذه الجمعيات تكرار سيناريو فاشل، الأمر الذي يعني أنهم لا يهتمون بمصلحة المواطن ويسعون إلى مصالح فئوية، من لم يقدم شيئا للناس فليترك المجال لمن هو أكفأ منه، سواء كان مستقلا أو من أية جهة كانت، ولكن هذه الحقيقة لا تعترف بها تلك الجمعيات التي نراها “مستذبحة” بدفع أكبر عدد من المرشحين وتدعم آخرين “بالخش” من أجل الاستحواذ على الكراسي. لا يهم من هو المرشح، ولكن الأهم عندهم هو كيفية وصوله حتى لو كان فاشلا، هذه الجمعيات تريد أن تصفق بيد واحدة ولو استمرت على هذا المنوال حتما ستدخل موسوعة غينيس بعدد المرشحين الذين تزج بهم في الانتخابات في كل فصل تشريعي.
والمضحك في الأمر أن هناك نائبا “4 سنوات محد جافه” واليوم يريد إعادة ترشيح نفسه للمرة الثانية. هذا النائب ذهب إلى جمعية معروفة وطلب دعمها من أجل الفوز، وبالفعل حصل على الدعم وفاز. ولكن السؤال، ماذا فعل هذا النائب لأهالي دائرته وللوطن عموما، لا شيء، نائب لا يظهر إلا عندما تحدث أزمة ويحضر مسؤول رفيع إلى الموقع ليعاين الحدث. هنا يظهر لكي يضحك على المسوؤلين ويقول إنه متابع لكل صغيرة وكبيرة في المنطقة.
المواطن يريد النائب المخلص والصادق أيا كان توجهه. وهذه الجمعيات تريد المنفعة الشخصية وتحاول التخلص من اي مرشح صادق وبإمكانه خدمة الناس عبر أساليب معروفة. ومشكلة هذه الجمعيات أيضا أنها تعتقد أن كل الأسماء التي تدفعها للترشح لا يأتيها الباطل من خلفها أو من أمامها. فهم العارفون والمنزهون وغيرهم لا. الديمقراطية في مفهوما العام عدم التسلط على فكر الإنسان، وعدم التفكير نيابة عنه، بيد أن تلك الجمعيات تمارس أفعالا تضعها في خانة المتسلط الذي يريد أن يستحوذ على كل شيء دون أي اعتبار لأية مصلحة وطنية.
لسنا أعداء مع أحد في تلك الجمعيات والعمل السياسي متاح للجميع، والنائب ليس مجرد سلعة جاهزة أو كما يقال انه رداء صالح لكل الأعمار والمقاييس. النائب حصيلة وعي ونزاهة، ولكن ما نلاحظه نحن كمواطنين أن كل تحركات تلك الجمعيات تتعلق بمنافع متبادلة وتحاول تسويق مرشحيها حتى لو كانوا “تنابله” بكل طريقة ممكنة. فعلوا ذلك في السابق وماذا حصل المواطن منهم، لا شيء.. وعود وشعارات في البرلمان. مفردات وعبارات تومض من بعيد وكلمات جذابة وما إن يقترب المواطن حتى يتضح اليه أنها مجرد كلام يقال من أجل “الشو”.
بل إن المواطن استفاد من النواب المستقلين أكثر من نواب الجمعيات. من هنا نهيب بالمواطنين عدم ملاحقة أطياف الكلمات وبائعي المجموعة الشمسية. الاستعمار الذي تحاول فرضه تلك الجمعيات على عقول البعض يجب أن ينتهي. التغيير تصنعه انت بنفسك من خلال ترشيحك للأصلح الذي يعرف معرفة دقيقة ماذا يريد المواطن وليس الجمعية. فالجمعية تهمها السيطرة والبحث عن المصالح وليس شيئا آخر. لا أقصد كل الجمعيات إنما الجمعية التي تريد السيطرة على كل شيء وتسد أذنها عن كلمة الحق. على ضوء هذا الواقع يجدر بنا توعية المواطن، وأنا على يقين بأنه أصبح على دراية تامة بحقيقة تلك الجمعيات التي تريد الوصول على حسابه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .