العدد 1550
الجمعة 11 يناير 2013
banner
نجد.. وتعاريف حياتية سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 11 يناير 2013

- المرأة: كائن إنساني، تتقاذفه المجتمعات إلى ذمة القانون الذي رفع يده عنها كونها “درة مصونة” في المركز الأول – إنشائيا- والثاني – فعليا- تقع ما بين النص والتأويل، والسلطة والمجتمع.. وحقوقها صارت وظيفة من لا وظيفة له، وبالنهاية هي مخلوق لأجل الرجل! يكثر حولها الكلام وتقل الأفعال، تظهر بعدة أشكال، كعرائس مسرحية تعزف كل واحدة على وتر، فيستلقي صاحب المصلحة ضاحكاً، والدمى مزقت بعضها!
- الرجل: مخلوق حر اجتماعيا، مكبوت سياسيا. في الأولى تضمن له حريته أن يمتلك قلب المرأة ولا تمتلك (هي) إلا ما يمنحها لها قلبه الموزع على أربعة أقسام، بحكم المباح، الذي أخذ منه ما يتكيف معه، وترك ما يضر مصالحه! أما في الثانية فمنها ينفّس عن كل ما ينقصه تجاه الجهة الأضعف!
- الزواج: مؤسسة شكلية، تمنح أطرافها القدرة على تمثيل الأدوار الاجتماعية، الحقيقية منها والمزورة من هناك.. فظهرت مؤسسات فرعية باسم “المسيار” و “المسفار” و “المصياف” و “المتعة” وغيره من صنوف المفاهيم المحصورة ما بين السرة والركبة. وكلها أفعال مباحة وجائزة ومحبذة، الرجل فيها بطل على شكل “كازانوفا” والمرأة تأخذ دور “ليلى والذئب” وقد تكون في أحيان كثيرة هي الذئب!
- إليزابيث الثانية: قصة الصحافة البريطانية، امرأة تظهر واضحة متى ما أرادت، وغامضة في الوقت الذي تقرره. أعلنت مؤخراً عن وظيفة “غاسل صحون” براتب 14 ألف جنيه إسترليني. تُفكر بالاستقرار بأن تعيش على نهج (الدرة المصونة) وبعد توظيف غاسل الأطباق تعتذر منه وتسلمه مفاتيح سيارتها.. صح هي ملكة وتقود السيارة!
- الوطن: مفهوم فضفاض، كل من يحاول تعريفه بحسب عاطفته. يتفق المحللون أنه أعلام ترفع وكرة تفرح لفوزها وتُحطم كل شيء لخسارتها، واختبارات نهاية الفصل الدراسي تأتي بأسئلة جامدة لا يبحث فيها المُستهدف إلا عن درجات، ودرجاته العاطفية في مسار آخر من حيث استقى مادته، وفي الواقع لا مواد ولا درجات ولا أعلام.. نموه بالحقوق والعدالة وفتوره يطفو على سطح الظلم!
- الحب: مُحرم اجتماعيا، لذا ممارسته تأخذ كل الأشكال الخاطئة، وطريق صحيح واحد يخرج عنه بالنهايات السعيدة وسط الأضواء.. هذا المفهوم له تفاسير كثيرة، تحلم به الفتيات، ويصطاد به الفتيان. وعلى تأججه تسترزق الأقلام، يخرج من الصحراء وينفض رماله على الساحل، ويبقى فعلا وشعورا وسلوكا بالخفاء حتى لا يفقد متعته!
- نجد: قصة لا تنتهي، مرتفعة، رقيقة، قاسية في مناطق صخرية. وناعمة في كثبانها. مطرها قليل ولكن مُغرق، صخبها صوت حروب، وهدوئها أحيانا موحش، أجواء متقلبة جدا ولا تحب الغيوم تريد الشمس والقمر ومجبرة على الغبار الذي لا ينبع من أرضها! غريب أمر أهلها تقسو عليهم فيحنون أكثر، تطردهم بالسيل ويهربون.. ثم يعودوا إلى نفس المكان بعد حين، ولذلك أصبح سكانها متقلبون.. تعلموا القسوة والتقلبات منها!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .