العدد 2686
الأحد 21 فبراير 2016
banner
السعودية... الرقم الدولي الجديد أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 21 فبراير 2016

يوما بعد يوم تثبت المملكة العربية السعودية أنها دخلت المحيط العالمي المؤثر من أوسع الأبواب، وهو باب القوة والعزيمة والإصرار والحنكة، وهي اليوم حفظها الله في قلب الأحداث العالمية تقود المنطقة والعالم بشكل مؤثر بل إنها جَرت معها القوى الكبرى للتحرك والمبادرة بعد خذلان المجتمع الدولي القضايا العربية، وهي وحدها من تصدت للأحلام الفارسية وحجمتها وستجبرها بلا شك على قبر أحلامها الدنيئة تلك، هذه هي المملكة التي يجب الوقوف معها بحزم وشدة من قبل شعوب الخليج والشعوب العربية والدول العربية، لأنها تمثل اليوم حصن العرب القوي، ومن المسؤولية العربية ذلك، خصوصا دول وشعوب مجلس التعاون.
المملكة العربية السعودية اليوم بمثابة الجدار المنيع الذي يستند إليه العرب، خصوصا دول المنطقة، فقد أثبتت قدرتها على التعاطي مع الأحداث والأزمات في العالم ولم تتأثر أو تتراجع أو تفقد توازنها وتنجرف مع الفوضى العارمة، هي المملكة نصرها الله ولنا الفخر والاعتزاز نحن في البحرين بأننا على علاقة أخوية واستراتيجية، بل ومصيرية مع المملكة، وهذه العلاقة نعتز بها كوننا الدولة الأقرب للمملكة وكون قادتنا وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله الذي لا يكل من الدعوة لنصرتها على من عادها والذي لا يتوقف من الدعوة لنصرتها في كل المواقف والمناسبات حتى تتمكن من مجاراة التحديات العالمية والعمل على حماية الأمن في المنطقة بقطع الطريق على كل المحاولات للنيل من استقرار المنطقة، خصوصا أن هناك من يتربص بنا من الداخل والخارج، وأصبح الموقف السعودي الصلب والتحرك القيادي للدول الاسلامية يصيب هؤلاء المتربصين بصدمة وهم يراهنون على القوى الخارجية المستعمرة، فالمملكة اليوم أقوى من أي يوم مضى ولا أدل على ذلك من هذا الدور القيادي للدول الحليفة، وفرضت المملكة إرادتها حين شكلت على الساحة اخطر تحالف عسكري من عشرين دولة منذ الحرب العالمية الثانية وهو أمر لا تستطيع فرضه حتى الدول الكبرى التقليدية، من هنا لابد من الوقوف معها ودعمها وحمايتها حتى على مستوى داخلنا البحريني المتواضع الذي تتهدده بين وقت وآخر جيوب الطابور الخامس في مجال الاعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي من المدافعين عندنا عن نظام الملالي.
بالنسبة لنا نحن في البحرين، هناك بين الدول ما يسمى بالشريك الأول وهناك ما يدعى الشريك الكامل، والشريك ذا الأولوية والكثير من مستويات الشراكة بين الدول التي تعمل على تطوير وإثراء المصالح المشتركة، وما يجمع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية فوق كل ذلك ونكن لها كل الامتنان والتقدير على كل ما قدمته وتقدمه للبحرين من دعم خالص ونقي بعيد عن الأطماع التي عادة ما تميز سياسات الدول الداعمة.
إن ما بيننا وبين المملكة العربية السعودية يؤسس لقاعدة قوية ثابتة من المصالح المشتركة التي يتوجب أمر تغذيتها باستمرار حيث إن التحديات كبيرة ودور المملكة لا أحد يزايد عليه في حماية المصالح الخليجية والعربية، وإن كان هناك من يحاول ضرب الدور السعودي أو يشوش عليه اعتماداً على دعم الدول الاستعمارية أو يتوهم بأنه قادر على سحب البساط من المكانة الدولية للسعودية فهذا الوهم تكسر على عتبة المواقف الأخيرة في اليمن والتحالف الإسلامي وحشد رعد الشمال وهو خير رد على المحاولات البائسة للوبي الايراني في المنطقة.
إننا اليوم في البحرين من المحظوظين، كوننا الشريك الاستراتيجي للمملكة ببعدها الاستراتيجي الدولي ونفوذها وقدرتها على احتواء كل التحديات وإسهامها عربيا ودوليا في الفعاليات العالمية ونحن بحاجة لهذا الدعم الاستراتيجي الذي تمثله المملكة الشقيقة، فنحن في زمن التكتلات العالمية التي لا تسمح بوجود دول صغيرة تعمل منفردة وسط محيط حيتان الدول الكبرى، والمملكة بما وهبتها الطبيعة من خيرات ومصادر وما بلغت من خبرات لتمثل العمق الاستراتيجي لمملكة البحرين التي بحاجة لهذا العمق وسط أهوال وصراعات الكبار في هذا العالم المترامي بالمصالح والصراعات والأهوال.
سطر أخير:
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قمة وإبداع وفصاحة ومعرفة وذكاء، يثبت يوما بعد يوم أنه وزير خارجية دولة عظمى كالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وفقه الله ويسر طريقه.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية