العدد 2665
الأحد 31 يناير 2016
banner
النفاق الدولي مع إيران أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 31 يناير 2016

حينما تقصف الطائرات الحربية الأميركية منطقة في أفغانستان أو سوريا وتقتل مجموعة من الناس بحجة أنهم من داعش وإرهابيون فإن الجمهور الأميركي يرقص طرباً في الشوارع احتفالاً بقتل الإرهابيين، ولكن عندما يصدر القضاء السعودي حكما بإعدام أحد الإرهابيين تقوم قيامة البيت الأبيض والخارجية الأميركية، هل رأيتم أرذل من هذا النفاق الدولي؟ ويذكر العالم أن أميركا هذه أم الانسانية وبالتحديد رئيسها الذي صدع رؤوسنا منذ جاء للبيت الأبيض بحقوق الانسان، ولا يترك مناسبة إلا ويتحدث عن الحقوق حتى للإرهابيين الذين دمروا دولهم العربية بحجة النضال والمطالب، هذا الرئيس نفسه الذي يفخر ويتباهى بقتل أسامة بن لادن دون محاكمة ورمي جثته في البحر حتى من دون أن تسلم لأهله، هذا النفاق الدولي هو السائد في يومنا هذا ويجسده تماما وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يذكر مرة أن إيران ترعى الإرهاب ويذكر بعد اثنتي عشرة ساعة أن إيران حليف على الإرهاب، يتحدث في السعودية أن أميركا تقف مع السعودية ودول المنطقة في وجه إيران ومشاريعها العدائية ثم يصرح بعد ساعات في جنيف وهو يتبادل الابتسامات مع ظريف وزير خارجية إيران بأن ايران شريك في دعم الاستقرار في المنطقة؟ أي نفاق شهده العالم من قبل كالذي تجسده الإدارة الأميركية الحالية في عهد أوباما؟
يذكر الجميع تصريحا لجون كيري قبل فترة ذكر فيه أن أميركا لن تفرج عن الأموال الايرانية قبل ان تختبر نية ايران في المنطقة فماذا حدث؟ ايران تمادت في عدائها للجميع بل وغاصت أكثر وأكثر في تورطها بالمشاريع العدائية في اليمن والبحرين وسوريا ولبنان وكل مكان لها فيه طابور خامس، وأطلقت صورايخا بعيدة المدى وأجرت مناورات استفزازية بل احتجزت قاربا أميركيا وأذلت طاقمه وجردتهم من كرامتهم وها هي الأموال الإيرانية يفرج عنها ورئيس إيران يجول في الغرب يعقد الصفقات التجارية؟ هل هناك نفاق دولي أشنع من هذا؟
إدارة أوباما هذه أسوأ إدارة في تاريخ أميركا فقد تعاملت مع الإرهابيين ومروجي العنف ودعمتهم وساندتهم بل ولم تتوان عن التآمر على الدول والشعوب وتصفق للمحرضين والمخربين ومازلنا نذكر تصريحات أوباما الداعمة لأعمال العنف التي قامت بها الوفاق في البحرين وهو أول رئيس يذكر الوفاق بالاسم، هذه الإدارة هي ذاتها التي خسرت ما يسمى بالمشروع الديمقراطي على الطريقة الأوبامية في العراق، فحتى على ايام الرئيس الأميركي جورج بوش لم يصل الأمر في الكارثية الى ما هو عليه اليوم في ظل إدارة هذا الرئيس رغم كل ما حمله معه من نتائج مدمرة.
لماذا تدعم ادارة أوباما الأحزاب والمنظمات الدينية المعادية للاستقرار على غرار حزب الدعوة في العراق والوفاق في البحرين مع علمها بأن هذه الاحزاب ما هي الا امتداد لحزب الله في لبنان؟ ولإيران ووليها الفقيه؟
ما هذا التناقض الفاضح بين اعتبار حزب الله اللبناني حزبا إرهابيا ودعم مثيله في البحرين والعراق والخليج؟
هذه الأسئلة تعجز إدارة أوباما عن الرد عليها وتتجاهلها وترفض حتى مناقشتها وربما لأن افتضاح أمر نفاقها لم يخف على أحد، فلا يكاد يمر يوم يصرح فيه كيري بتصريح حتى يلحسه في اليوم التالي، الخلاصة أن النفاق الدولي هو السائد اليوم ولا مفر من الالتفات لشعوبنا ودولنا والتمسك بالاستقرار والأمن المبني على الاتحاد فيما بيننا لأن الغرب لا تهمه سوى مصالحه مع ايران وهي مستعدة لبيع كل ما تملك لمواصلة مشاريعها العدائية لدول المنطقة، فلا نراهن على اميركا أو الغرب، رهاننا يجب أن ينصب على وحدتنا وهي الضمان الوحيد لاستقرارنا بعيدا عن النفاق الدولي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .