العدد 2633
الأربعاء 30 ديسمبر 2015
banner
من أجل يوم سعيد أوقفوا التصريحات المحبطة أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 30 ديسمبر 2015

سنة جديدة قادمة لا أحد يعلم ماذا تحمل، دعكم من كلام المنجمين، هم دجالون حتى لو صدقت بالصدفة تنبؤاتهم؟
السنة المنصرمة عرفنا ماذا تركت، ولا داعي لاستعرض ما خلفته لكن رغم كل ما جرى خلالها نشكر الله على أن بلادنا وخليجنا بخير ولم نقع فريسة الغوغاء كما جرى في بلاد كثيرة وهذه نعمة في حد ذاتها لا يجب أن ننساها ولنتذكرها كلما التفتنا حولنا لنرى ما جرى للآخرين.
أنا أتحدث هنا عن بلدنا وشعبنا ودولتنا ومجتمعنا، هل التوقعات ستكون مغايرة عما نرسمه؟ وهل ستكون الأحداث ومجرياتها سعيدة أم حزينة وماذا ننتظر من السماء أن تنزل به علينا؟ خيرات أم أزمات؟ كل هذه الأسئلة يحملها البعض منا، أحيانا يبوح بها وأحيانا يكبتها ومرات يحلم بها ومرات تكون كالكوابيس ولكنها هواجس وأفكار ومشاعر واختلاط الأحاسيس التي أحياناً تخطئ وأحيانا تصيب ولكنها في النهاية ثمرة ما تتركه أفكارنا وتصرفاتنا، ماذا كسبنا وماذا ربحنا؟ ماذا اخذنا وماذا اعطينا؟ كلها نتائج ندفع ثمن اتخاذها ولهذا علينا تحمل مسؤولية هذه النتائج التي تعنينا وحدنا.
عام يمضي وعام يأتي، زمن يتغير وزمن يبقى، ترحل سنة وتأتي سنة ثم تطفأ الأنوار، ويخلد الجميع للنوم ليستمر هذا النوم عاماً آخر، نصحوا بعده لنحتفل ثم تطفأ الأنوار ونبارك لبعضنا بالعام الجديد ثم ماذا؟
كل ما حولنا قديم، أفكار قديمة ومشاعر قديمة وممارسات قديمة ليس سوى الأجهزة الجديدة التي نتباهى بها وهي ليست إلا بضاعة قديمة تأتي من نفايات الدول الغربية أفرغت عقولنا من التفكير والإبداع.
قرن من الزمن ليس إلا فارق بسيط بيننا وبين العالم من وراء المحيطات ورغم ذلك حينما نتحدث عن هذا العالم الذي نعيش فيه تحت سقف واحد، فهل حقاً نحن في القرن الحادي والعشرين، يضمنا والعالم سقف واحد؟ أرجو وآمل ومعي الكثير من المتفائلين ان تبدأ سنة 2016 بدايات مشجعة كل ما أطمح له شخصياً رؤية الاتحاد الخليجي وقد رأى النور، لا شيء يعادل الاتحاد فهو سقف الأمان لهذه المنطقة ورحم الله خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعا لهذا الاتحاد ونأمل أن تتحقق هذه الأمنية.
 أوشك العام 2015 أن يغادر مع ما تركه من مخلفات ونفايات وثورات رثة عفنة وها هو عام جديد يلوح في أفق العام 2016 الذي مازالت معالمه في الغيب ولا يلوح منه سوى ان هناك تداعيات ممتدة من العام المنصرم، هكذا هو الحال بين العام الذي يغادر والعام الذي يوشك على البزوغ بعد أيام وكل ما نتمناه هو ان يكون العام الجديد أقل دموية وأقل خسائر على الشعوب.
 لم نعد نر البسمة طبيعية ولا نشعر بأن ثمة وسيلة لزرع الابتسامة على الوجوه،  فأنت عندما تتجول على سبيل المثال في مجمع أو تسير في الطرقات، أو بمنتزه، فإنك سترى العبوس على الوجوه وترى التوتر والقلق يكادان يبتلعان أغلب الحضور، فتتساءل في داخلك، ما الذي يدفع هؤلاء الناس الى مثل هذا التوتر والقلق الذي ينزع حتى الابتسامة؟ فكثيراً ما يحدث موقف من المواقف لو كان في مكان آخر أو في بلد آخر لوجدت الناس يقهقهون أو يطلقون العنان لحناجرهم بالضحك، فيما هنا كل هذا لا يحرك حتى شفاه الناس، ما الذي حدث للبحرينيين؟ يتوجب على المسؤولين الذين يدلون بتصريحات محبطة أن يراعوا تفاؤل الناس بالسنة الجديدة ويتوقفوا على الاقل خلال اليومين أو الثلاثة القادمين عن اعطاء جرعات من التصريحات الكئيبة المحبطة. وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية