العدد 2626
الأربعاء 23 ديسمبر 2015
banner
البحرين فريدة في المسؤولية! أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 23 ديسمبر 2015

يقول “فيرنون هاورد” (أغلب الناس يبيعون أرواحهم في كل يوم مقابل مشاعر كاذبة زائلة يظنون من خلالها أنهم مسيطرون على أنفسهم).
التصريحات التي يدلي بها بعض المسؤولين تؤخذ من قبل المواطنين مأخذ الجد ويعتبرونها أقوالا دامغة فهي تصريحات لمسؤولين وإلا ما معنى المسؤولية؟ كثير من المواطنين أصابهم الفزع بل الذعر كلما قرأوا أو سمعوا تصريحا لوزير أو عضو مجلس شورى أو عضو في مجلس النواب، بل حتى أعضاء المجالس البلدية تؤخذ تصريحاتهم مأخذ الجد، أليسوا مسؤولين؟ ولا يوجد بها من الهزل والمزاح حتى لو قيلت على سبيل النكتة فما بالك لو كانت حقيقية، فكيف هو شعور المواطن وهو يرى المسؤولين في بلده يدلون بتصريحات هي محل قلق وتوتر وقد لا يدرك المواطن البسيط العفوي ان هذه التصريحات استهلاكية ولا تعبر عن الحقيقة وكل ما تهدف اليه استعراض العضلات الاعلامية والدعائية ولكن نتائجها على  البلد وخيمة وتصب في خدمة الأعداء، بل كم مرة وظفت الزمرة الشريرة في الخارج والداخل ممثلة في وسائل الإعلام المعادية للوطن هذه التصريحات غير المسؤولة التي تصدر عن مسؤولين وأصحاب مناصب قيادية لضرب أمن واستقرار البحرين من خلال كلام يخرج على لسان المسؤولين.
نموذج من هذه التصريحات: عضو في مجلس الشورى يقول “مجلس الشورى، الصلاحيات سحبت من الشورى وأعطيت لأشخاص لا يعرفون شيئا”.
عضو آخر في الشورى يقول “سعر النفط لن يغطي الرواتب واقتصاد البحرين بدأ ينكمش” هل هذا صحيح؟ ولو كان صحيحاً فلماذا رد وزير المالية بقوله “اقتصادنا قوي، وبعيدون عن الإفلاس”.
تصريحان لعضوين في مجلس بلدي المحرق “الذوادي: جلسات لشرب الشاي، الدوسري: لا نستطيع مواجهة الناس.. نلبس براقع؟!”.
قبل أيام ترددت تصريحات هنا وهناك لبعض الوزراء والمسؤولين كلها تجعل المواطن لا يثق في دولته ومسؤوليها والسؤال: إذا كان المسؤول يدلي بهذه التصريحات مثل “لا عمل لنا نشرب الشاي” كيف تريدون المواطن أن يثق بمؤسسات بلده؟ بل ماذا سيقول من يتصيد من أعداء الوطن عن هذه المؤسسات؟ إذا كانت هذه التصريحات حقيقية فيجب معالجة الوضع وإذا كانت مبالغا فيها أو للاستهلاك المحلي والإعلامي فيجب محاسبة هؤلاء الذين يطلقون هذه التصريحات.
 يقول يحيى بن زياد.. اطرقْ كأنكَ في الدنيا بلا نظرٍ… واصمُتْ كأنكَ مخلوقٌ بغيرِ فمِ. وإِن صوابَ الصمتِ خيرٌ مغبةً… من النطقِ المشوشِ للمتكلم.
هذا ينطبق اليوم أكثر من أي وقت مضى على الإنسان إذا ما واجه التحديات والمخاطر وتعامل معها بهامشية وعدم مسؤولية عن الكلام الذي يخرج منه، ان الكلام الذي يخرج من لسان مسؤول لا يدرك هذا المسؤول رد فعل المواطن العادي البسيط الذي ينظر للمسؤول على ان كلامه دامغ ولا غبار عليه ويمثل الحقيقة، هل يشعر المسؤولون حقاً بمضاعفات كلامهم على المواطنين؟.
صارت الديمقراطية الدمرة اليوم لا تختلف عن الانتحاريين، فهؤلاء يريدون دخول الجنة بالموت، وهؤلاء يريدون الديمقراطية ملكاً على مقاسهم وبمزاجهم وتسمح لهم بالإدلاء بالتصريحات من دون احساس بالمسؤولية.
ماذا جلبنا لنا من هذه الديمقراطية؟ هل نحن فعلا البلد الوحيد الذي يعيش هذه الحالة في المنطقة؟ هل نحن البلد الخليجي الوحيد الذي فيه ما يسمى  بالمعارضة الدمرة؟ والبحرين هي البلد العربي الوحيد الذي ينفق على اعدائه من الداخل على علاجهم والسماح لهم بالاستمرار بالوظيفة الممنوحة من الحكومة التي يعارضونها وتعلم اولادهم وتمنحهم السكن.
البحرين أكثر بلدان العالم  اصدرت العفو لصالح أشخاص خربوا وأحرقوا وأرهبوا فهل ينقص وجود تصريحات فوق ذلك غير مسؤولة؟
البحرين البلد الخليجي الوحيد الذي لديه صحافة تهاجم الوطن وتشكك في منجزاته فهل ينقصنا وجود مسؤولين يضاعفون الحملة المعادية بتصريحات دمرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية