العدد 2616
الأحد 13 ديسمبر 2015
banner
ما خفي أعظم يا قادة التعاون أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 13 ديسمبر 2015

بوارج حربية هائلة وحاملات طائرات وسفن وصورايخ عابرة وقواعد عسكرية تبنى بأسرع ما يمكن، أصبح بحر الخليج العربي منطقة حرب قبل أن تبدأ الحرب التي لا نعرف مع من! وضد من!
سباق تسلح في المنطقة غير مسبوق من قبل، طائرات إف 22 الحربية وغيرها من العتاد العسكري، بوتين ينشر أكثر من 40 صاروخاً باليستياً في المنطقة، تكديس للأسلحة، تدريبات عسكرية، مناورات فرنسية روسية أميركية.
أصبحت المناورات العسكرية ونشر الأسلحة من قبل كل من روسيا ودول حلف الناتو أمراً معتاداً، سباق التسلح، زاد من التوتر، ولكنه موجه لمن؟
نشر الحشود العسكرية من كل الأطراف الإيرانية والروسية والأميركية والأوروبية وكل ذلك ونحن لا نعرف كل هذه القوة لسوريا أم إيران أم لمجهول لم تفصح عنه الدول الكبرى التي تتظاهر بأنها تحمي المنطقة، ولكن تحميها ممن؟ طالما هي وقعت اتفاقا مع ايران، اذا لمن هذه الحشود؟
الوضع أشبه بفوهة بركان وما خفي أعظم.
مع كل التقدير لما يبذل في دول مجلس التعاون ومع كل التواصل بين القادة وحتى بعد تغيير صورة العالم عن دولنا الخليجية اثر القرار التاريخي بإطلاق عاصفة الحزم التي أعادت خلق توازن جديد في المنطقة، مع كل هذا مازال الشعب الخليجي يرى عدم مواكبة التحديات والمخاطر الواضحة التي تحاصر المنطقة، ومازال البعض للأسف الشديد وأقولها بمرارة مع بقية أبناء المنطقة لم ترتق اهتماماتهم لرؤية الخطر القادم من وراء المحيط ومن خلف الظهر ومن البؤر التي تحاصرنا من كل جهة، فلو أخذنا العراق فهو خاصرة للعرب انفصلت وأصبحت بيد ايران تلعب به، ولو التفتنا لسوريا لوجدناها مختبرا للإيرانيين والروس والأميركان والفرنسيين يجرون تجاربهم فيها بالإضافة للتقاتل بالنيابة عن طريق المليشيات والدول الاقليمية، ثم هناك الأخطر من هذه البؤر وهي الطوابير الخامسة التي ترعى من خيرات دولنا وفي الوقت نفسه تحفر فيها كالسوس منتظرة الفرص لتنقض على الأنظمة الخليجية، نظاما تلو الآخر، رغم كل ذلك لم أر في البيان الخليجي الأخير الصادر عن قمة الرياض ما يرقى لمستوى الخطر والتحدي الذي تمثله الحالة الراهنة سواء من الإنهاك الاقتصادي أو الاستنزاف الأمني الذي لاشك أن الغرب الدمر يريد إيقاعنا فيه من خلال استنزافنا في اليمن وغيرها، فكل الذي صدر عن القمة الأخيرة يصب في صالح دول المنطقة ولكنه لا يرتقي لمستوى التحديات.
هناك سابقة في التاريخ الحديث قبيل الحرب العالمية الثانية حينما اتسع خطر التوسع النازي وبدأ هتلر يحشد القوة بصمت وهدوء، لم يصدق أحد هناك، لم تصدق فرنسا ولا الاتحاد السوفيتي وقتها ولا الولايات المتحدة أن المانيا النازية الخارجة لتوها مهزومة من حرب عالمية أولى قادرة على غزو القارة الأوروبية، وحده ونستون تشرشل ظل يصرخ ويحذر ويتصل ويبعث الرسائل للرؤساء الغربيين محذراً من الطموحات النازية ولم يعره الغرب أي اهتمام معتبرين تلك التحذيرات مجرد مناورات انجليزية، حتى وقع الفأس في الرأس واستولت المانيا الهتلرية على أوروبا عندها فهم العالم أن الاستهانة بالأخطار والتحديات من خلال تجاهل المؤشرات الكارثة، وها نحن اليوم في المنطقة مازلنا نتجاهل المؤشرات ونكتفي بقرارات لا تكفي للتصدي، ولا تستبق الأخطار، فأوضاع المنطقة برمتها على كف عفريت والوضع الاقتصادي والمالي للمنطقة كذلك ورغم ذلك لم أر في بيان المجلس الأخير ما يطمئن على إدراك حجم الآتي في الغد أو بعده.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية