العدد 2556
الأربعاء 14 أكتوبر 2015
banner
هذه هي مشكلة البحرين أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 14 أكتوبر 2015

كل انتصار مهما كان صغيراً أو كبيراً تحققه البحرين على أي صعيد هو مسمار يدق في نعش عدونا أيٍا كان؟ لهذا استغرب من الدولة التي لا تحتفل بانتصاراتها ولا تحتفل بمنجزاتها، استغرب من دولة لديها كل وسائل النجاح والانطلاق وتحقيق المكاسب ولا تستفيد من هذه الوسائل.
من جهة أخرى نرى العدو المتربص يقتنص كل فرصة لاستغلال كل ثغرة أو خطأ أو فجوة للدخول منها وتشويه سمعة الدولة، فبينما الدولة لا تستغل الفرص للاستفادة من منجزاتها يظهر العدو ويستغل الثغرات ويوظفها لضرب الدولة، لماذا هذه المفارقة؟
سأثبت بالدليل القاطع تفاصيل هذه المفارقة، عندما كانت البحرين على مدى أكثر  من ثلاثين سنة تتحمل عبء الدعم المالي للسلع الأساسية كالطحين والدجاج واللحوم، لم يلتفت أحد طوال ثلاثة عقود للإشادة بهذا الدعم حتى وسائل الاعلام التابعة للدولة لم تلتفت لهذا المكسب وتروجه وتتحدث به للعالم الذي لا يعرف مثل هذه الأمور ويعتقد نتيجة التزوير والتحريف بأن شعب البحرين يعاني الفقر والجوع، لقد كان كيلوجرام اللحم بدينار وهذا لا يوجد في أية دولة في العالم حتى الدول المصدرة التي تعاني فائضا في اللحوم وتقوم بقتل المواشي حتى لا تنخفض أسعارها لم يصل اللحم الطازج بدينار، أين كانت وسائل الاعلام البحرينية كلها بقنواتها وصحفها ووكالاتها عن إبراز هذه الحقيقة؟
بالمقابل عندما لم تلغ الدولة الدعم، وهذا للتذكير لان الجميع تقريباً يتحدثون عن الغاء الدعم بل تم تقنين هذا الدعم وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع الدولة  في ذلك فان الدعم موجود وسوف يأخذ له أشكالا مختلفة وأنا شخصياً لا أوافق على تقنين الدعم بالطريقة التي تمت ولكن تعالوا لنرى كيف استغلت وسائل الاعلام المعادية لنا هذه المسألة وشوهت الحقيقة وأظهرت الدولة وكأنها انتزعت اللقمة من فم المواطن بل وصورت الأمر وكأنه نهاية الكون وتناست ثلاثة عقود شهد خلالها العالم ارتفاعا في الأسعار خصوصا اللحوم أضعافاً مضاعفة بينما ظل سعر اللحم في البحرين بدينار واحد.
مسألة أخرى في هذه المفارقة التي لا تستغلها الدولة، عندما يستشهد رجال الأمن برصاص الارهاب لا نسمع ولا نقرأ عن أي تحرك اعلامي أو شوري أو نيابي لشرح وتفسير وتوضيح الصورة للرأي العام في الخارج وحتى على صعيد مجلس التعاون والدول العربية، وعندما يختنق ارهابي بمسيل الدموع كان يقذف رجال الامن بالرصاص والأسياخ ينتشر الخبر في لندن وبرلين وبيروت وسويسرا عن القوة المفرطة التي يستخدمها رجل الأمن المدافع عن حياته.
هذان نموذجان فقط عن كيفية اننا لا ندافع عن أنفسنا باستراتيجية واضحة ودقيقة تستفيد من كل الوسائل المتاحة، لماذا تستغل الأخطاء والثغرات والفجوات مهما كانت صغيرة ضدنا ولا نستغل نحن كل المكتسبات والمنجزات التي تحققت طوال العقود الماضية للترويج لمدى تقدم ونجاح البحرين؟
البحرين يا سادة ويا مسؤولين ويا أجهزة رسمية ونوابا ويا شورى ليست دولة فاشلة مثل ايران وبيروت والعراق والصومال، البحرين دولة ناجحة بامتياز ونفتخر بأنها قطعت مراحل من التقدم والازدهار استفادت من تجربتها دول أغنى منا ورغم ذلك هناك من يجلد نفسه عندنا ويعمى عن رؤية نجاح هذه الدولة رغم كل التحديات التي مرت بها.
هل تعرفون ما السبب في كل هذه الإخفاقات في تسويق وترويج نجاحات البحرين؟ انها حقيقة ان الرجل المناسب ليس في المكان المناسب والذين كلفوا بالدفاع عن البحرين ونجاحها لم يروا هذا النجاح لأنهم مشغولون بمصالحهم الذاتية الضيقة وغارقون في الترويج لأنفسهم ليبقوا في مناصبهم، هذه هي مشكلة البحرين اليوم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .