العدد 2535
الأربعاء 23 سبتمبر 2015
banner
المهم وحدة القيادة والشعب أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 23 سبتمبر 2015

دون مجاملات أو تصريحات إعلانية مع حكومة مصغرة أو مكبرة أو معدلة، المطلوب ألا نهدم ما بنيناه وما أسسنا عليه هذه الدولة منذ الاستقلال حتى اليوم، والقائم على نهج من المنجزات القوية، المطلوب ألا نشغل بالنا بشكل الحكومة وننسى الركيزة الأولى في الوطن وهي القاعدة التي رسخت عليها أعمدة هذا البلد من يوم الاستقلال حتى اليوم وهو النهج الذي ثبت رسوخه وحفظ الوطن المبني على وحدة المصير بين القيادة والشعب، قيادة موحدة متمسكة بالمنجزات والمكاسب التي تحققت طوال المرحلة الماضية وألا نعطي انطباعاً للمتشككين والمتربصين بوجود تراجع عن هذه المنجزات التي لن تؤثر فيها أزمة مالية عابرة سنخرج منها كما خرجنا من غيرها شريطة الحفاظ على النهج الذي أسس هذا الاستقرار منذ عهد الشيخ سلمان الوالد رحمه الله الذي وقف في وجه الاحتلال وقال لن أوقع على ما تريدونه،ثم عهد الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله، والذي تعلمنا منه كشعب وحدة القيادة مع الشعب في صف واحد متماسك، المهم أن تبقى ركائز الدولة هذه بصرف النظر عن شكل الحكومة، وألا نسقط في فخ الإلهاء والانشغال بغير أمن واستقرار الوطن.
هذا ما يريدونه لنا، إشغالنا عن وطننا وإلهاءنا عن البناء والتنمية والتصدي للإرهاب ليتمكنوا من إسقاطنا بالوسائل المختلفة وهو ما أرجو أن تنتبه له الدولة قبل الحديث عن شكل الحكومة ونوع الدعم وهل سنأكل لحما أو دجاجا، وتحقق لهم جزء من ذلك حينما انشغل البعض بالوضع المالي والسياسي ونسوا الإرهاب والمؤامرة الأساسية وهي ضرب النظام في البحرين من الداخل.
 في ظنكم كيف تم اختراع الأزمة؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وكيف فتحوا الجبهتين الداخلية والخارجية؟ إرهاب في الداخل وحرب في الخارج، وحقوق الانسان في جنيف، وأزمة مالية،إشغال بالداخل حتى لا نرى ما يجري، وحرب نشارك فيها بالخارج حتى تتفاقم الأزمة؟ أليس هذا هو مخططهم الذي غفلنا عنه وانشغلنا باللحوم وتشكيل الحكومة.
صراحة أنا لا تخيفني الأزمة المالية، ما يفزعني استمرار الإرهاب والتراخي معه، كل دول العالم من أميركا لفرنسا للصين لبريطانيا تمر بأزمات مالية، هذا هو حال العالم والدول والحضارات لكن الذي ينبئ بالخطر هو ما تمر به المنطقة من تحديات أولها الإرهاب الذي هوأحد أسباب الأزمة حينما شغل الدولة عن التنمية والبناء، هذا مايريدونه لنا إشغالنا وحشرنا في نفق مجهول وستتلاحق الأزمات وتداعياتها ودفعنا الى غابة من الصراعات والمذابح على لقمة العيش بل وستزداد الاحتقانات والمظاهرات وأعمال العنف وسنرى انتفاضات في كل مكان حينما لا يجد الناس ما يأكلونه الا النشارة، هكذا يدفعون في البداية بالدول إلى أن تنشغل عن الهم الأساسي وهو الاستقرار ويدفعون بها للانشغال بالسياسة وتشكيل الحكومات وشكل البرلمانات وحقوق الانسان وهجوم إعلامي في صحفهم ووسائل إعلامهم والضغط عليهم من قبل المستشارين وهكذا يتم تفتيت وحدة الدول، هذا هو مخططهم الذي يرسمونه لكل دولة مستقرة مزدهرة والمطلوب الآن بعد أن فهمنا مخططهم أن نقف صفاً واحداً مع النهج الحكيموأن ندير الأزمة الحالية العابرة كبيت واحد قوي مثلما كان الحال في العقود الماضية، لنعطي رسالة لهم بأن لا فائدة من محاولاتهم هدم هذا الوطن.
إن الوضع الحالي سواء في المنطقة أو في العالم لا يحتمل العمل خلف الكواليس ولاتحت الطاولة ولنعمل بأسلوب المواجهة المباشرة مع الأخطاء ونأخذ من نهج سمو رئيس الوزراء حفظه الله في صراحته ومواجهته للأمور نبراساً للعمل في المؤسسات الحكومية والوزارات والهيئات من حيث الموضوعية والصراحة والحزم والبحث عن الأسباب والتداعيات والنتائج الأساسية لكل ما يقع من أحداث.      
ان هذا الوطن بني على ركائز قوية منذ أن تأسس حتى اليوم، وإذا كان ثمة أزمة مالية أو اقتصادية فتلك أزمات عابرة تمر بها الدول وسبق أن مررنا بها في عقود ماضية وتعاملنا معها وخرجنا بها أقوى مما كنا، أما الأمر الذي لا يمكن التساهل معه ولا التفريط فيه وهو الأولوية فهو الاستقرار والأمن، اذا فقد هذا أو ضرب فسيضرب النظام برمته وعلينا أن نلتفت حولنا لنرى ما جرى للدول التي تساهلت وانشغلت عن أمنها واستقرارها بحجج واهية كالديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية الدمرة.
الحكمة الأولى الأساسية في بقاء الأمم هي تماسك بيت الحكم من جهة وتماسك الشعب من جهة أخرى وتماسك الاثنين معاً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية