العدد 2500
الأربعاء 19 أغسطس 2015
banner
دول مجلس التعاون بين الحية والثعبان أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 19 أغسطس 2015

قلنا لكم وكررنا القول ليست البحرين وحدها مستهدفة حتى الكويت، بل حتى قطر وعُمان، لا تطمئنوا للحية والثعبان، إيران الحية وأميركا الثعبان، لا تسخروا من القول إن جميع دول مجلس التعاون كلها مستهدفة وليست البحرين فقط، نعم كلها سيأتي عليها الدور إن لم تستيقظوا وتفهموا أن الخطر ليس على البحرين، البحرين فقط تحملت حتى الآن واجهة التصدي وحدها للأسف لهذا الخطر ومن هنا يأتي السؤال الأهم من كل سؤال آخر في هذا الوقت بالذات: متى سيقوم الاتحاد الخليجي؟ بعد سقوط دول المجلس ضحية ايران وأميركا! متى سينتبه قادة وشعوب مجلس التعاون للخطر الذي طرق الأبواب الخليجية من أوسعها بعدما جرى في الكويت؟ متى ستصحو الدول وتستيقظ وتدرك أن البحرين ليست وحدها مستهدفة، هاكم الكويت نموذجاً.
لا أعرف الى متى ستنتظر دول مجلس التعاون قبل أن تفعل موقفها من الاتحاد الخليجي، وقد بلغ التهديد الايراني الحد الذي تعد فيه جيوشا مسلحة كجيوب نائمة لساعة الصفر داخل دول المجلس مثلما حدث في الكويت بفضيحة العلاقة بين الطابور الخامس هناك وحزب اللات الذي أدخل ترسانة متكاملة تكفي لتفجير ثورة خمينية هناك، وربعنا في دول المجلس مازالوا حتى اللحظة يتشاورون، على ماذا؟ لا أحد يعلم ولكن المفارقة أن الضربة هذه المرة جاءت للكويت التي مازالت تحتفظ بعلاقة مع إيران ومازالت أقل الدول حماساً لمواجهة ايران وأكثر دول المجلس تساهلاً مع الطابور الخامس الإيراني في الداخل ورغم ذلك لم يحصنها ذلك من إدخال ترسانة الأسلحة التي تبدو لخوض حرب حقيقية، بماذا كانت تفكر ايران وهي تصنع جيشا مسلحا داخل دولة خليجية من دول مجلس التعاون؟
قبل فترة أيضاً تذكرون واقعة لفتت انتباهنا وهي الشكر والتقدير من قبل الرئيس أوباما وهو يخص بهذا الشكر دولة عربية خليجية ساعدت على إتمام الصفقة الأميركية الطالبانية التي بمقتضاها تم اطلاق سراح جندي أميركي أسر منذ خمس سنوات لدى طالبان مقابل خمسة من أعتى قادة طالبان في سجن غوانتينامو وكلهم من مساعدي ومن دائرة بن لادن والظواهري.
السؤال ما هي العلاقة بين الأطراف الثلاثة التي لا تجمعها في الظاهر علاقة ولا تربط بينها صلة وتمثل من حيث الشكل تناقضا فاضحا لتتوصل هذه الأطراف الى صفقة حتى الأميركان أنفسهم استنكروها على أنفسهم باستثناء إدارة اوباما التي ورطت فيها دولة خليجية صغيرة وكأن المشهد يشبه وضع سمكة صغيرة بين فكي قرش مهول، لماذا نورط أنفسنا مع دول كبرى استعمارية لم ينج منها لا صديق ولا حميم؟ لماذا دول صغيرة بحجم كرة المضرب قياساً لخريطة العالم من حولنا تلعب مع أميركا؟ هل نسينا ماذا فعلت أميركا مع شاه ايران وكيف باعته وهو أقرب المقربين لها؟ لماذا اللعب بالنار يا دول مجلس التعاون؟
دولة تستقبل الحوثيين على أراضيها وبذات الوقت دول المجلس في حالة حرب مع الحوثيين، ودولة تلاعب الشيطان الأكبر على حد التعبير الإيراني ودولة تتعرض لغزو بالأسلحة بما فيها الآر بي جي كما حدث في الكويت، بصراحة ماذا تنتظرون؟ أين الوحدة الخليجية والموقف الموحد؟
منذ الربيع الدموي؟ هل توقف الدم؟ منذ اليوم الأول في العام 2011 ولدت الدقائق والساعات والأيام ملطخة بالدم، فالرصاص والدنيا العربية غارقة في الدم واختلطت الرزنامة العربية بالدولية فنتج عن ذلك أزمات منها تفكك الدول العربية والنووي الإيراني والتآمر الأميركي، متى ينتهي هذا الربيع نهائياً ونشهد الربيع الحقيقي الذي يحلم به الإنسان العربي البسيط الباحث عن الأمن والاستقرار؟ متى تتوقف المفاجآت الدموية؟ لقد ولدت أسماء وأرقام وحوادث مع العام 2011 لم نكن نعرف قوانينها ولا تركيبتها واحتلت على صدر التاريخ عارا لا تمحوه إلا عودة الربيع الحقيقي للحياة العربية، من هنا مع كل هذا الخطر، متى يولد الاتحاد الخليجي يا جماعة الخير؟ رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله... كان ينظر للبعيد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية