العدد 2420
الأحد 31 مايو 2015
banner
هل تقع الحرب السنية الشيعية؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 31 مايو 2015

حتى نفهم مغزى الأحداث والأخطار ومن أين تأتي؟ وحتى نعرف من المستفيد من الأحداث التي تقع لابد من تفعيل العقل وطرح الأسباب قبل الجري وراء النتائج، وفي ضوء ذلك يقفز السؤال التالي:
من المستفيد من تفجير القطيف الذي طاول الشقيقة المملكة العربية السعودية؟ هل السعودية نفسها؟ بالطبع لا وألف مرة لا، لأن ما حدث يمس أمنها واستقرارها، وهنا نستبعد التلميحات الباطلة التي يسوقها إعلام الولي الفقيه وحزب الله.
هل إسرائيل التي عادة ما تلقى عليها كل التهم في الفوضى الدائرة بالمنطقة العربية؟ الجواب إسرائيل مشغولة بإيران وهمها النووي الإيراني وهي غير متفرغة لجبهة بعيدة عنها مثل القطيف.
هل المستفيد الولايات المتحدة، وإن كانت أميركا عادة ما تستثمر الأحداث وتتلاعب بالأوراق لكنها في مثل حادث القطيف الإرهابي غير معنية به في هذا الوقت الذي تريد فيه كسب ثقة دول مجلس التعاون ولو مؤقتا ونسبياً.
إذا من المستفيد عملياً من هذا الحادث؟
إيران بعد التفجير لم تبد غيرتها على الضحايا ولم تدمع عيناها على الأبرياء الذين سقطوا بل كل همها الترويج والاستفادة من الحادث بالادعاء بأن الشيعة في المنطقة مستهدفون وأنها المدافع عنهم؟ هنا المغزى من الاستفادة، فاجروا وراء المستفيد وافحصوا الخبايا والأسرار وابحثوا كيف خدم التطرف الداعشي القاعدي إيران، واعرفوا من يتحرك في الظلام؟
نأتي الآن إلى السؤال الأكبر والأخطر. هل تقع الحرب السنية الشيعية؟
إذا ما استمر الاستنزاف الإيراني للصبر العربي والخليجي وإذا ما تمادت إيران في حمقها وجنونها وركبت موجة الكبرياء والاستقواء الأحمق فالسؤال: هل تقع الحرب؟
الحرب القادمة في المنطقة قد تكون أخطر الحروب وأعقدها لأنها هذه المرة ستكون بين الشعوب بعدما كانت بين الأنظمة، والطريقة الوحيدة لوقف خطر هذه الحرب إعادة الوضع إلى طبيعته في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان، فالتطرف والإرهاب وسفك الدماء أمور تأتي من هذه الدول التي احتلتها إيران وفرضت فيها نهج ولاية الفقيه فعلى سبيل المثال حول نظام المالكي الطائفي، العراق هذه الدولة التي لم تعرف في تاريخها الحرب بين سنة وشيعة، إلى براميل متفجرة بين الطائفتين بسبب سياسة ولاية الفقيه التي فرضتها ايران على هذا البلد وقس على ذلك ما يجري في سوريا من تدخل ايراني سافر مع حزب الله الذي أشعل فتيل الطائفية في المنطقة، كل ذلك جر المنطقة إلى وضعها على كف عفريت.
ما جرى في المملكة العربية السعودية، وما سيجري لا قدر الله في المستقبل إن لم يوضع حد لتمدد نهج ولاية الفقيه في المنطقة أن داعش والنصرة وغيرها هو رد فعل لتمدد ولاية الفقيه وليس العكس فبعد الاحتلال الأميركي للعراق والاحتلال الإيراني لسوريا ولبنان واليمن، انتفض التيار السني وشعر بالتهديد بل خشي السنة في العراق من تصفيتهم وهو الشعور الذي يتزايد اليوم ويدفع بالمنطقة للمجهول.
لن تشهد المنطقة الهدوء والاستقرار ما لم تحل المشكلتان العراقية والسورية وما لم تلجم ايران وتعود لوضعها الطبيعي قبل مجيء الخمينية، من هنا سيظل شبح الحروب في المنطقة وخطر المواجهة السنية الشيعية مخيماً على المنطقة وهو أخطر من كل الحروب السابقة.
كل الحروب والفوضى والإرهاب جاءت مع مجيء نظام الملالي، وحتى الحرب العراقية الإيرانية التي خاضها العراق العربي وحلا للبعض من الذين لا يملكون الرؤية الادعاء بأن العراق بدأها، سببها ايران التي استفزت نظام الرئيس الراحل صدام حسين وجعلته يقف في وجهها لسنوات ولولا ذلك لتم تصدير ثورتهم الخمينية لدول المنطقة.
إذا لا قدر الله وحدث ما نخشاه ووقعت المواجهة.. هذه المرة ستكون كارثية على الجميع، لأنها ستكون حربا طائفية لا سمح الله وتتحمل ايران وأزلامها المسؤولية بالطبع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية