العدد 2409
الأربعاء 20 مايو 2015
banner
إلى متى هذا الجمود؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 20 مايو 2015

عند تأمل النشاط التنموي والاقتصادي في البلاد نرى السياسة ما زالت تطغى على التنمية ونرى النواب والشورى والجمعيات والفعاليات تسيطر عليهم السياسة ولا كأن البحرين تعلمت الدرس من مستنقع السياسة، نعم أسميه مستنقعا لأن من يتورط فيه تشغله عن العمل والبناء ولذلك أتمنى وفي ضوء التكريم السنوي للصحفيين من لدن سمو رئيس مجلس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله أن تكون مناسبة لتحويل القلم ودوره من السياسة الى التركيز على أولوية الأمن والاستقرار والبناء من أجل رخاء البحرين وشعبها بدلاً من التورط في السياسة اليومية الاستهلاكية، فالاستثمار في البناء أفضل ألف مرة من مجرد التفكير في السياسة.
البحرين بعد سنوات من التجربة السياسية وما رافقها من تداعيات سلبية كثيرة وعدم تطبيق القوانين وكسر القوانين وسلق القرارات وتنفيذها بعد كل هذه الممارسات ألم يحن الوقت لطرح السؤال:
وماذا بعد؟
ماذا بعد كل هذه المسيرة الطويلة من العمل السياسي الذي رافقته الإخفاقات، والفوضى والصراخ، لا أحد ينكر ما تحقق على صعيد تنفيذ المشروعات والتنمية ووضع الخطط وتنفيذها وقد شهدنا ذلك على مستوى الإسكان والأشغال في الشوارع والجسور والطرقات كذلك على مستوى الحقوق والحريات والعمل النقابي حتى التنظيمات غير المرخصة والتظاهرات غير المرخصة والندوات والمهرجانات والمؤتمرات كان هناك كثير من هذه الفعاليات التي لا يمكن تصور ظهورها ومرورها الا في البحرين ضمن دول المنطقة بما فيها الكويت حيث مر على تجربتها أكثر من نصف قرن وبعد هذا الطريق الطويل نسبياً نسأل:
ماذا حققنا؟
لقد مررنا منذ سنوات سريعة الإيقاع كثيرة التعرجات متعددة الأفكار مختلفة الأحداث لتكاد تشبه تجربة دولة عريقة مضى على تجربتها الديمقراطية عشرات العقود بسبب حجم الأحداث والوقائع والنتائج والتداعيات... فإذن:
متى نتفرغ للبناء والتنمية؟
من يقرأ اليوم ما يجري على الساحة في الصحف المحلية لا يظن أن البحرين خرجت من كنف المحنة ولا يظن أن البلاد استعادت عافيتها بسبب الأخبار والكتابات السلبية والتركيز على السياسات بدل البحث عن أفق للبناء والاستقرار.
نحن الآن في منتصف العام 2015 فهل سنظل نواجه كثيرا من الأزمات والعنف والإرهاب فأين سيكون مكاننا بين الدول ضمن هذا النسق من الأحداث خاصة ونحن نرى اليوم أبوظبي ودبي تبتلعان المشاريع والمعارض العالمية المختلفة والمتعددة المجالات التي تكاد تكون يومية بينما نحن نفرح بمعرض أو معرضين في السنة؟
من يتابع الحراك السياسي من جهة والحراك الحكومي من جهة أخرى لا يجد إلا بونا واسعا من فجوة عميقة لا يجمع بينهما جامع ففيما الحكومة مشغولة حتى العظم في مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فيما الحراك السياسي بمختلف وجوهه من الجمعيات السياسية والكتل البرلمانية والنواب والشورى لا يبدو ان ما يجري على الساحة من تحديات يعنيهم في شيء، أما من حيث النظرة بعيدة المدى والمستقبل والمخاوف والتحديات التي لا تواجه البحرين فحسب وانما دول العالم جميعها فإن ذلك غير وارد في الممارسة العملية وعلى صعيد الواقع الراهن بدليل ان الجمعيات السياسية إما لاهية بفلسطين وغزة أو بملفات بعيدة عن الطموحات.
 منذ العام 2002 وحتى اليوم ونحن نراوح مكاننا، دلوني على شيء تحقق خلال هذه الفترة غير ازدهار الإرهاب؟ وهذا دليل أن هذا الحراك جامد وثابت ولا يتحرك مثلما تتحرك الأمور في الدول التي تنظر للمستقبل على انه استقرار وأمن وتجارة واقتصاد ومال واستثمار ورخاء وهذا يهدد بأن تصبح البحرين فقيرة عاجزة إذا لم تلتفت للتنمية وتدرك ان السياسة لم تحقق سوى الفراغ والفقر والتخلف.
بعد هذه التجربة السياسية حان الوقت لنسأل أنفسنا ونحن على وشك مواجهة أخطر الاستحقاقات من حيث التحديات المستقبلية:
إلى متى هذا الجمود؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .