العدد 2343
الأحد 15 مارس 2015
banner
حذار من النوم في العسل أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 15 مارس 2015

عندما احتل الانقلابيون مستشفى السلمانية، الجميع طالب بوجود الدولة وفرض هيبتها، وعندما طارد هؤلاء سيدة من المحرق وعبروا الجسر وراءها للانتقام منها الكل طالب بوجود الدولة لحماية أمثالها، وعندما أغلقت المدارس وسكرت أبوابها من قبل هؤلاء الغوغاء طالب الجميع الدولة بإثبات وجودها وكان لابد من أن تتحرك الدولة حينها وتعلن وجودها وتمثل ذلك في فرض السلامة الوطنية، عندئذ تم استرجاع مستشفى السلمانية من قبضة المحتلين، والنساء أمن على سلامتهن، وفتحت أبواب المدارس واستردت البحرين عافيتها، منذ ذلك الحين قلنا واعترفنا وكررنا بأن الأيام السوداء لن تعود ولن تتكرر المحنة القاتمة لأن الدولة أدركت خطأها حينما تراخت وعالجت الأمر بالعقل والمنطق والقانون وفرض الهيبة وتوقعنا أن نتعلم الدرس ونفهم كيف يصنع الرجال وكيف تتحقق إرادة البحرين في استعادة أمنها واستقرارها وكان أول المطالب حينها تعديل الوضع من خلال سياسة جديدة تقوم على استراتيجية... الوطني قبل الخائن والكفاءة الوطنية شرط المناصب والأمن قبل الرفاه والاستقرار من الأولويات والرجل المناسب في المكان المناسب، كنا متفائلين بأن الدولة فهمت وأدركت وتغيرت وأصبحت تنظر بمنظار الأمن أكثر من منظار الدبلوماسية لكن الذي نراه اليوم وما يحدث من حولنا وجود نفس الأشخاص ونفس الوجوه ونفس التصريحات والانفلات هنا وهناك والإخلال بالأمن والاستقرار ووجود ما يسمى بالمستشارين الذين يسيئون للدولة أكثر مما ينفعونها كل ذلك يدل على أننا نسينا ما مررنا به وتذوقنا طعم المكافآت التي هبطت على كل من هب ودب بلا داع وبلا مبرر حتى بلغ الأمر الاستهانة بالمناصب من خلال وجود مسؤولين فيها لا تختلف تصرفاتهم عن تصرفات المراهقين بل إن أحدهم لا يتوانى عن الرقص والتهريج في الأماكن الترفيهية ولا كأن البحرين قد شهدت مؤامرة انقلابية لم تخرجنا منها سوى إرادة الله وعزيمة الشرفاء الذين يشهدون اليوم المهازل ويتساءلون: أين ذهبت تضحياتنا ساعة القبض على الجمر.
لقد رصدت خلال الفترة الماضية وبأسلوب الحصر إنجازات هؤلاء فلم أجد منها سوى استقبالات لبعض الشخصيات الهامشية وترؤس بعض المؤسسات والجمعيات الوهمية فيما الدولة تنفق على مكاتبهم وموظفيهم وسفراتهم الكثير مما يفترض ان يصب في دعم الأمن والاستقرار الذي هو اليوم في هذه المرحلة الدقيقة الحساسة أهم أولوية تأتي قبل كل شيء، باختصار الأمن والأمن ثم الأمن ولكن ما نراه هو عودة لمرحلة ما قبل الدوار المشئوم ولا كأن ثمة درس تعلمنا محتواه. حافظوا على الأمن قبل الردح الأجوف المتمثل في التهريج الإعلامي لبعض المسؤولين ليبرزوا أنهم يعملون وهم في الحقيقة يلمعون صورهم فقط.
عدونا لم تتغير خططه ولم يبدل جلده ولم يتراجع عن أهدافه فهو يعمل داخلياً وخارجياً للإطاحة بالدولة في أية فرصة تتاح له ولا يجب أن نصدق تراجعه وإحباطه وإفلاسه فهو إن فقد الفرصة وفقد الزخم ذلك لأن الرجال من أمثال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه ضحوا براحتهم وصحتهم في سبيل حفظ الأمن والاستقرار واليقظة المستمرة والمتواصلة لتبقى البحرين آمنة مستقرة فيما كثير من المتظاهرين بالعمل والمتشدقين بالمسؤولية همهم الوحيد تلميع صورهم حتى أن أحد المعينين في الشورى منذ الأزل دأب على طبع تصريحاته منذ 12 سنة وراح يستنسخها سنة بعد الأخرى وينشرها في وسائل الإعلام ليبدو كأنه خلية نحل في العمل.
خلاصة القول “البحرين لا تستحق التلاعب بأمنها واستقرارها وما مررنا به أستغرب كيف نسيناه فيما مازالت صور كوابيس الفزع والرعب التي أطبقت علينا خلال شهري فبراير ومارس من عام 2011 لم تبرح مخلية من اكتوى بتلك الأيام السوداء، فيما يمضي البعض وقته كله في العسل بينما العدو يتحفز فرصة هنا وهناك ليعاود انقلابه وهو يرى بعضنا نام في العسل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية