العدد 2304
الأربعاء 04 فبراير 2015
banner
هل تتغير قيادة الوفاق أم تُحل؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 04 فبراير 2015

يقول مثل إنجليزي: “Be strong enough to face the world each day”، كن قويا بما يكفي لمواجهة العالم كل يوم، “Be weak enough to know you cannot do everything”، وكن ضعيفا بما يكفي لتعلم أنك لا تقدر أن تعمل كل شيء.
ماذا يحدث في البحرين اليوم؟ تساؤلات يثيرها الشارع المحلي وحتى الخليجي يعبر عن نظرة تجاه السياسة الحاسمة للدولة في حفظ الأمن وتطبيق القانون.
منذ بدأت البحرين تجني ثمرة نجاح الانتخابات التي قاطعتها جمعية الوفاق والجمعيات المتحالفة معها وسلسلة القرارات الحاسمة تتوالى وتصب في تلبية مطلب تطبيق القانون الذي طالب به شعب البحرين منذ أكثر من أربع سنوات من الحراك الدموي الذي شهدته البلاد وأثار غضب الشارع البحريني وروع الناس وهذه القرارات التي أثلجت نفوس الشعب وفرضت للدولة هيبتها هو الطريق الصحيح لقطع دابر الشر وفرض إرادة الدولة.
قبل الانتخابات بفترة تلقت الوفاق نصيحة غربية، كرر الغرب تذكيره للوفاق بضرورة المشاركة في الانتخابات غير أن التوجيهات المرجعية التي تتحكم بسياسة الوفاق فرضت إرادة أقوى من الإرادة الأميركية بالإضافة الى أن جمهور الوفاق خصوصا من التيارات السرية المتشددة كانت تهدد بعدم المشاركة ما لم تتلق الوفاق تنازلات من الدولة ونتيجة لفشل رهان الوفاق الذي كان بسياستها المنعزلة ومطالبها التعجيزية خسرت ما كانت ستحصل عليه لو استمرت وخرجت بنقاط لصالحها بالإضافة لذلك راهنت الوفاق على المتغيرات الدولية وكانت تلعب لعبة حافة الهاوية محاولة كسب الوقت على أمل أن يكون ذلك في صالحها ومن تلك الأوراق الورقة العراقية والورقة السورية وورقة العلاقات الأميركية الإيرانية والتصعيد الايراني ضد البحرين ولكن الوقت خلط كل تلك الأوراق وبرزت الأحداث الإرهابية من داعش لتصب في غير صالح الوفاق وانتهت لعبة حافة الهاوية التي لعبتها الوفاق بجر علي سلمان رئيسها ورئيس شورى الوفاق جميل كاظم إلى المحاكمة نتيجة ممارسات ظنت الوفاق أنها كانت فوق القانون ولم تدرك أن الدولة باستطاعتها فرض القانون طوال المدة السابقة لولا سياسة النفس الطويل.
اليوم وبعد الانتخابات هل ندمت الوفاق على خسارتها؟
أحد المقربين من الوفاق علق على ذلك بأن الوفاق حرقت كل الفرص المتاحة ولم يعد بيدها شيء تقدمه ونجحت الدولة في تجاوز المرحلة الحرجة واستطاعت كسب الرأي العام الدولي وانضمت دول غربية في الإشادة بخطوات الدولة وهكذا كسبت الحكومة كل الجولات وأصبحت الوفاق مهددة بالوجود بعد أن كانت قبل أربع سنوات تحلم بحكم البحرين.
تقرير لسفارة غربية رفع لمسؤولين في الإدارة المذكورة توقع للوفاق انشقاقات بعد فترة ونصح باستبعاد علي سلمان من رئاسة الوفاق وعدد من قيادات الجمعية وجلب وجوه مدنية جديدة تتأقلم مع الأوضاع الجديدة في البحرين ولكن هل البحرينيون مستعدون لنسيان انقلاب الوفاق؟ الشارع البحريني هذه الأيام في غاية الارتياح من سياسة الدولة والقبضة القانونية التي كثيراً ما تحدتها الوفاق بقدر ما كان هذا الشارع يطالب بها وليس أدل على ذلك من أن كتاب الوفاق ومن على شاكلتهم ممن ظلوا لأربع سنوات يهاجمون الدولة والوطنيين ويكيلون الشتائم والسباب اختفت مؤخراً أصواتهم وراحوا يكتبون في المسائل الخارجية وتغيرت لهجتهم بعد أن أدركوا أن للديمقراطية أنيابا لم تكشر عنها في الفترة المنصرمة، هذا الارتياح في الشارع البحريني بمختلف اتجاهاته خلق أجواء مشجعة للعمل والاستثمار والتنمية لأن الأمن والاستقرار هو العمود الفقري للتنمية والاستثمار ونصيحة أن تستمر الدولة في تطبيق القانون ليس فقط على الصعيد المتعلق بأعمال العنف والإرهاب وإنما بكل ما من شأنه أن يخل بالقانون في مختلف المجالات مثلما رأينا في قانون المرور الذي سيطبق خلال أيام حتى لا يكون هناك من يفكر بالعبث بأرواح البشر من المستهترين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .