العدد 2280
الأحد 11 يناير 2015
banner
البرنامج موجود... ما ينقص هو الكفاءات أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 11 يناير 2015

أستغرب من الذين صفقوا بحماس منقطع النظير لبرنامج الحكومة هذه المرة بالذات، وكأن هذا هو برنامجها الأول والوحيد ونسوا أن الحكومة التي نعرفها ويرأسها سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه هي التي نهضت بالبحرين وحققت كل تلك المكاسب والمنجزات منذ العقود الماضية، فهي الحكومة التي أنشأت المؤسسات المالية وهي الحكومة التي أنشأت أول وأكبر مصنع للألمنيوم في الشرق الأوسط وهي الحكومة التي وضعت حجر الأساس في الستينات لأول مشروع إسكاني في الوطن العربي وهي الحكومة التي بنت أكبر حوض لإصلاح السفن في قارة آسيا وهي الحكومة التي جعلت البحرين المركز المالي والتجاري في المنطقة، إذا الحكومة طوال هذه العقود كان لها برنامجها التنموي الشامل وليست هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الحكومة برنامجها فطالما كانت الحكومة طوال السنوات الماضية تعرف ماذا تريد ولولا ذلك ما أصبحت البحرين ما هي عليه رغم محدودية إمكانياتها قياساً بدول المنطقة، كتبت ذلك فقط للتذكير حتى لا ننسى في خضم هذا الحماس تاريخ حكومة البحرين وتاريخ المكاسب والمنجزات وحتى لا نمحي تلك الإنجازات من عقول الجيل الحالي الذي لا يعرف أن مصنعي ألبا والحوض الجاف هما من إنجازات الحكومة.
أما النقطة الثانية فهي المتعلقة بدور النواب وأهمية الانتباه لمسألة مهمة وحساسة وهي ألا يأخذهم الحماس بحجة إثبات وجودهم فقط وبحجة البروز أمام الإعلام بأنهم أبطال، بأن يزايد بعضهم على الواقع ويعطل هذا المشروع أو ذاك أو يعطي الكلام والثرثرة أكثر مما يستحق الأمر فيتبخر الوقت وتمضي الأيام والأسابيع والشهور وهم يناقشون الميزانية أو يجادلون هنا وهناك حتى تنتهي السنة وينتهي الفصل التشريعي ولا نجد شيئاً على أرض الواقع، عليهم أن يمضوا بالعمل والعمل الجاد والبحث في ما يهم البحرين ويساعدها على التعافي مما مرت به من محنة ويركزوا على البناء والتنمية ويتجهوا للتشريعات التي تخدم المواطنين وتحقق الأمن والاستقرار والرخاء لشعب البحرين الذي يستحق الخير وأرجوا الابتعاد قدر الإمكان عن التظاهر والبروز الإعلامي والتصريحات العنترية الطاردة للاستثمارات كما عهدنا من بعض نواب المرحلة السابقة الذين ما كدنا نتخلص من بعضهم في النيابي حتى فوجئنا بهم في الشورى، وهذا ما ينقصنا! على النواب أن يدركوا أن ما أخر البحرين حتى الآن السياسة، ولا يجب أن ينسوا ذلك وينشغلوا بالسياسة ودهاليزها المعتمة أكثر من انشغالهم بالتنمية والبناء.
النقطة الثالثة هي أننا أمام امتحان أساسه أن نتعلم الدروس كدولة وتجار ورجال مال ومواطنين نريد ان نرى بالفعل لا بالكلام الذي نسمعه ونقرأه في الصحف والإعلام، فهذا أمر سهل والكل يتكلم والكل يزايد ولكن ما نريده هو العمل الفعال الجاد الذي نرد فيه للوطن بعضاً من فضله وهذا يدفعنا لأن ننظر للأمن ككل لا يتجزأ أي بمعنى أمن البحرين من أمن المنطقة كلها فأي خطر أو تحد تتعرض له البحرين علينا أن ننظر له على انه يعني المنطقة كلها ولابد أن تصل هذه الرسالة للجميع داخل وخارج البحرين.
إننا اليوم أمام حتمية تاريخية تتعلق بأهم هدفين نؤسس عليهما مجتمعنا البحريني، الأول التمسك بالمنجزات والمكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية والثاني مواصلة مسيرة التنمية لدعم هذه المنجزات فلا نتخلى عن الأول ولا نتوقف عن الثاني وكفانا حماساً هنا وهناك وعلينا أن نثبت أن برنامجنا للعمل موجود وما ينقص سوى الكفاءات التي توارت بسبب قصر النظر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية