العدد 2269
الأربعاء 31 ديسمبر 2014
banner
صباح الخير 2015 أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 31 ديسمبر 2014

اليوم الأربعاء 31 ديسمبر أجمل يوم في حياة البعض وأسوأ يوم في حياة البعض الآخر هناك من يريد للعام المتبقي من ساعات أن يحتفي به؛ لأنه حقق فيه ما يطمح وهناك من يريد لهذه الساعات أن تتبخر؛ لأنه قد سقطت فيه توقعاته، العام 2014 يوشك أن يغادر مع ما تركه من مخلفات ونفايات وثورات مشكوك في لغتها، وفي مضمونها وها هو عام جديد يلوح في أفق العام 2015 الذي مازالت معالمه في الغيب ولا يلوح منه سوى أن هناك تداعيات ممتدة من العام المنصرم تماماً مثل الزلزال الذي يرج الأرض ثم تتواصل توابعه، هكذا هو الحال بين العام الذي يغادر والعام الذي يوشك على البزوغ بعد أيام وكل ما نتمناه هو أن يكون العام الجديد أقل دموية وأقل خسائر على الشعوب.
عن نفسي متفائل لعدة أسباب وأرجو القدر أن يحمل تفاؤلي هذا على محمل الجد، وأن تكون السنة القادمة سنة خير وتنظيف من الدماء التي سفكت في عموم العالم العربي وحتى العالم الغربي الذي شهد مؤخراً موجات من العنف والدمار الاقتصادي، ومن أسباب تفاؤلي الذي أرصده من خلال قراءة الخريطة السياسية في المنطقة وعبر سير الأحداث مبني على بعض الوقائع التي تلوح نتائجها في الساحة وعلى مدى البصر وأولى هذه الوقائع هو الاستقرار الذي نعمت به البحرين رغم المحالات اليائسة والبائسة التي ظلت فلولها تحاول تعكير الأمن، ولكنها سقطت بل وتوشك على الأفول.
ورغم خطورة الأوضاع في المنطقة، والتحديات التى تواجه مجلس التعاون، وهي تحديات حقيقية ولا يجب أن يتجاهلها زعماء المنطقة، إلا إصرار وتصميم من دول المجلس على مواجهة هذه التحديات والمخاطر، وإن لم تصل لمستوى الخطر الذي يواجهنا، وللأسف الشديد البعض لا يعي خطورة هذه التحديات ويبدو ذلك من خلال التردد والشكوك التي تحيط بتصرف بعض الدول، بل أن هناك دول موقفها السلبي يصب في خدمة الأهداف المعادية تجاه شعوب ودول المجلس ومن المستغرب أن نرى المسئولين في هذه الدول يتحركون خارج السرب الذي تتطلع اليه شعوب المنطقة جميعها وقد لمست ذلك من خلال ردة فعل كثير من المواطنين في هذه الدول على سلبية سياسة حكوماتهم التي لا تتماشى مع تطلعات هذه الشعوب، ولكن يبقى الأمل منشوداً في نجاح هذه الخطوة.
السبب الثاني لهذا التفاؤل هو ان الغرب وأمريكا بالتحديد بدأت تدرك ولو متأخرة بعض الأخطاء التي ارتكبتها في السنة المنصرمة، وأن الكثير من عوامل السياسة الأمريكية الحالية بحاجة لمراجعة فداحة الخطوات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الدمر أوباما ومن يتابع الحراك السياسي في صفوف الجمهوريين وردة فعلهم من خلال وسائل الإعلام التابعة لهم سيدرك أن هناك دعوة لمراجعة واشنطن لسياستها الحمقى في المنطقة، والتي أدت إلى سفك المزيد من الدماء بدلاً من إرساء مظاهر ما سمي بالربيع العربي الذي روجت له السياسة الأمريكية، والذي سمي تجاوزاً بربيع العرب وما هو إلا بمستنقع الدم.
صحيح أننا جميعاً من دعاة التغيير؛ لأن الحياة متجددة ولأن التغيير هو سنة الحياة ولا شيء يبقى على حاله لأن هذا هو قانون التطور، ولكن التغيير عادة ما يؤدي إلى رخاء الشعوب ورفاهيتها وتحقيق الكرامة لها لا أن يحولها إلى مستنقع من الدم.
أرجو وآمل ومعي الكثيرين من المتفائلين بزمن جميل أن تبدأ سنة 2015 ببدايات مشجعة رغم أن العام ينتهي مع بداية أزمة النفط التي نأمل أن تكون طارئة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية