العدد 2262
الأربعاء 24 ديسمبر 2014
banner
نشرة أخبار أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 24 ديسمبر 2014

قبل ثلاث سنوات وتحديداً بعد محنة الدوار وتداعياتها كان أحد الرموز السياسية والدينية المحسوبة على التيار الوطني لا يتورع في عدة مناسبات يتحدث بلهجة لا تمانع بقبول مطالب وفاقية محددة، وفي إحدى المناسبات التقى طرحه مع طرح الوفاق وذهب بعيداً حينما أجرى اتصالات سرية مع خليل المرزوق وبحثا في أجندة تكون مقبولة بين ما يسمى زوراً بالحكومة المنتخبة وبين تغييرات دستورية تقفز على الثوابت الوطنية، ويومها اقتحم البعض تلك الخلوات وتم إفشالها وذهبت أدراج الرياح، ويبدو أن الوفاق وهذه الشخصية حاولا الانتقام من ذلك الاقتحام الذي أفسد اللعبة الخبيثة، فتم الانتقام بإبعاد نائب برلماني من الواجهة وإخرجه من المجلس وكان له دور في إفشال تلك اللعبة والانتقام من شارك في إفشال المناورات والمساومات التي كانت تريد تطبيع الوضع مع الوفاق والمخربين، فجاءت الطبخة التشريعية بشقيها الأخيرة وما رافقها من أسماء في التشكيلات؛ لتكون بمثابة صك مدفوع الثمن لجهود المطبعين بالرغم من أن التطبيع مع الوفاق لم يتم وإن كانت هناك تحت الرماد محاولات ستأتي لاحقاً، الخلاصة أن المطبعين نالوا الغنائم والمدافعين نالوا العقاب!!
يبدو أن الذين يعنيهم هذا الكلام مرتاحون تماماً؛ لأن العيون بعيدة عنهم بعد أن ضمنوا الوعود التي أعطيت لهم، ولأن من يهمه الأمر بالدرجة الأولى غفل عن نتائج تلك السياسة لاحقاً خاصة وأن المنطقة على كف عفريت والتحديات والمخاطر التي يمر بها الوطن والمنطقة على صهريج ساخن. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الطريق إلى وطن آمن معافى لا يمر بتنكيس الرأس وغمض العين ونسيان الجرح ولا بالتغاضي عن تطبيق القوانين على الجميع، الطريق طويل قبل أن نعود إذا استمر النزيف.
الغافل من لا يدرك ماذا وراء كل خبر أو إشاعة؟ والغافل من لا يعلم بأن كل كلمة تطير في الهواء لها من المدلولات ما يمكن أن يشكل، فهماً لما يجري إعداده وأغلب المواطنين اليوم يسمعون ويقرأون ويشاهدون أيضاً ومع ذلك يتساءلون ما الذي يجري من حولنا؟ وهناك من يأخذ الخبر أو الإشاعة أو التسريب ويذهب ويوزعه ويتم تداوله مع الآخرين باعتباره خبرا حقيقيا حتى لو لم يدخل العقل، ولكن ما خفى على البعض أنه حتى الإشاعات وحتى التسريبات لها مدلول ووراءها معنى وهناك قصد من إطلاق الإشاعة أو تسريب الخبر، وهذا في عالم السياسة ودهاليزها يدخل من باب الاختبار، فأنت تطلق بالونات في الهواء مليئة بالأسرار والألغاز وتنتظر من الرأي العام رد الفعل حتى إذا ما جاء وقت اتخاذ القرار أو السير في العملية أيٍ كانت تكون لديك معلومات وقراءات بمزاج الشارع، وأحيانا تطلق تلك البالونات فقط لإحداث البلبلة والتشويش.
والبحرين منذ الحالة الانقلابية لم تسلم من هذه البالونات ومن هذا السيل من الأفكار المليئة بالشر، والتي تستهدف استقرار البحرين وشعبها. هذه المرة حان الوقت للدولة أن تقرر في أي جهة تقف مع المواطن الفقير المسحوق والمهموم بقوت أولاده، والذي دافع عن الدولة أكثر من الدولة نفسها، أم تقف مع السياسيين المخادعين الكذبة والمنافقين والمنتفعين الذين صوروا أنفسهم بأنهم المنقذون للدولة، وأنهم الأنصار لها وما هم إلا حفنة من المنتفعين على حساب المواطن الذي بلغت حالته اليوم حداً تصعب على الكافر، ومن لا يقرأ السوق ولم ينزل معترك الحياة المعيشية لا يعرف ما يجرى في قاع المدينة؛ لأن الأخبار والشائعات وأعمال التخريب تطغى على بقية الأخبار.
نحن اليوم بحاجة لنشرة أخبار مختلفة عن تلك التي تكتب لنا منذ أربع سنوات منذ المحاولة الانقلابية التي مازالت في طور الإعداد لها بسيناريو مختلف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية