العدد 2241
الأربعاء 03 ديسمبر 2014
banner
سر قوة الأمم أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 03 ديسمبر 2014

إن سر قوة الأمم وسر الرخاء وبقية الأسرار الكامنة وراء الخيط الرفيع بين الرفاهية والتخلف وبين الحياة والموت هو في وجود روح في الأمة كامنة وراء السر في القوة، فعندما تستيقظ الأمة من السبات وتنطلق نحو البناء والتنمية والابتكار، لا تفكر بأفق ضيق ولا تطلق العنان للصراخ والشعارات ولا تتظاهر في اليوم عشرات المرات ولا تفكر بأن هذا من مذهب، وهذا من مذهب آخر، السر في العمل وحده.
ان التقدير الذي حظيت به الحكومة التي يقودها حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء من جلالة الملك المفدى والثقة والإشادة الذين وجههما جلالته إلى الحكومة على إنجازاتها الضخمة، لهي شهادة بنجاح برنامج الحكومة، كما أن تأكيد سمو رئيس الوزراء على أن الإنتاج سيتضاعف، وأن الحكومة ماضية في استكمال البناء كل هذا الحراك الوطني يدفع بناء إلى العمل على تحقيق طموحاتنا من خلال مواجهة التحديات التي لا يجب أن تعرقل البناء ومسيرة التنمية التي لم تتوقف يوماً، والتي تكرست في المجالات والمرافق كافة عبر المكاسب والمنجزات التي يشهد بها القاصي والداني، وإن كنا خلال المرحلة الحالية  نحتاج المزيد من العمل بوتيرة أسرع من التحديات ذاتها، وهي السياسية التي اتبعها سمو رئيس الوزراء منذ أمد بعيد عبر التأكيد الدائم بضرورة فتح الأبواب للمواطن والاستماع منه والاقتراب من العمل الميداني كما يفعل سموه دائماً.                                                                                  
باختصار البحرين مقبلة مع إطلالة مرحلة جديدة يجب أن تسود خلالها القناعة لدى الجميع بأهمية البناء والتنمية لا بإطلاق الشعارات والخطابات والتحشيد الذي لم يتوقف منذ عشر سنوات، والذي لا يقدم ولا يؤخر، فالشعارات هي آفة الأمم التي تأخرت أو تراجعت أو فقدت قدرتها على مواكبة التحولات والمتغيرات في العالم. أما البناء والتنمية، فهي الوسيلة الوحيدة أمام الأمم والشعوب في تجاوز التحديات، ولقد كانت البحرين ومنذ بداية مرحلة البناء والتنمية منذ أكثر من ثلاثين سنة مضت تخطو في هذا الطريق وتعمل بوتيرة التنمية في المجالات كافة، في الوقت الذي كانت فيه الكثير من الدول المحيطة حينها لا تملك ميزانيات ولا برامج  ولا يجب أن نتوقف عند هذا الحد، وإنما على المسيرة أن تتواصل بزيادة الإنتاجية وتفعيل الوزارات والدفع نحو دعم برامج الحكومة ومساندتها في مشاريعها الوطنية، وفي الوقت نفسه لا نتردد في توضيح الأخطاء ونقدها بأسلوب العقل والمنطق وبروح من يريد أن يصوب ويصحح لا من يريد أن يحرض ويدمر.                            
إن تأكيد سمو رئيس الوزراء هذا الإنجاز الذي تحقق خلال المرحلة السابقة سيتضاعف في المرحلة القادمة هو تحديد لملامح المرحلة المقبلة من العمل الوطني، ومن هنا علينا كمجتمع وفعاليات وطنية أن نواكب هذا التطلع لأجل مزيد من العمل؛ لتحقيق الرخاء في ظل الظروف الدولية المعقدة.
إننا اليوم أمام حتمية تاريخية تتعلق بأهم هدفين نؤسس عليهما مجتمعنا البحريني: الأول التمسك بالمنجزات والمكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية والثانية مواصلة مسيرة التنمية لدعم هذه المنجزات، فلا نتخلى عن الأول ولا نتوقف عن الثاني ومن هنا نعيد التذكير بتأكيد جلالة الملك شكره وتقديره للحكومة على منجزاتها الضخمة التي تحققت عبر السنوات الماضية، والتي من شأنها أن تشكل دافعا للعمل ولمواصلة مسيرة البناء، وهذه الشهادة السامية هي دعم للحكومة يجب أن يدفع بكل من لديه حس وطني وروح وطنية حقيقية أن يدعم مشاريع وبرامج الحكومة للعمل بوتيرة سريعة مخلصة هدفها بناء هذا الوطن وازدهاره.            
لقد تمكنت البحرين خلال ثلاثة عقود مضت من تحقيق أقصى درجات النمو بفضل سياسة الحكومة رغم الإمكانات المادية الضئيلة قياساً بالدول الغنية في المنطقة، ومع ذلك فإن ما تحقق لا يقاس في عمر الشعوب والدول بحجم المنجزات التي تمكنا من تحقيقها، ولهذا كله حان الوقت لتتعاون السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية لتجاوز التحديات؛ من أجل بناء الوطن وتحقيق رخاء المواطن، وهو المبدأ الذي يدعو إليه سمو رئيس الوزراء في المناسبات والمحافل كافة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية