العدد 2224
الأحد 16 نوفمبر 2014
banner
لعبة الحرب والنفط الجديدة أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 16 نوفمبر 2014

للتذكير فقط قبل بداية الحرب على العراق فيما سمي حينها بالتحالف الدولي ضد صدام حسين، حذر سمو رئيس الوزراء حفظه الله حينها من تلك الخريطة المدبرة للعراق والمنطقة ولكن العملية الدولية مضت في غياب الانتباه لمحتواها وجرى ما جرى، وكان من نتيجتها احتلال إيران للعراق وغيرها من التداعيات.
منذ شهرين فقط شن ما يسمى بالتحالف الدولي وهو الثاني بعد التحالف الأول على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الحرب على سوريا والعراق لمحاربة داعش والسؤال ماذا وراءها هذه المرة وما هي اللعبة الجديدة التي تجعل الغرب يصنع داعش ويربيها ويطعمها ثم يحاربها؟ ما هي اللعبة الجديدة الخطرة القادمة التالية في المنطقة؟ هل سنشهد خريطة سياسية جديدة إثر هذه الحرب؟ وانهيارا في محيط الإقليم الذي يتشكل منه حزام لبنان سوريا الأردن ويمتد تأثيره الى منطقة الخليج العربي خصوصا ان هناك بوادر أزمة في أسعار النفط بدأت تتردد في المنطقة كمقدمة للفاتورة التي ستدفعها دول المنطقة من الحرب القادمة؟
بصرف النظر عن نتائج الحرب إن لم تكن هذه تمثيلية بريطانية أميركية غربية فإن الوضع يبدو معقداً اكثر من المتوقع ولا تتصور أن هناك مجرد قصف عشوائي من الجو للمواقع السورية والعراقية ولكن النتائج القادمة من الانتشار الجهادي ومن محاولات إيران الانتقام مع حزب الله في مناطق أخرى مع عدم الثقة أصلاً بالغرب وبأميركا بالدرجة الأولى التي لا تعرف مشاريعها الحدود، فهي تقول إنها ستضع حداً لداعش وما تمثله من نشر الرعب والهلع والدمار بقتلها مئات الأبرياء، هل نصدق ان اميركا تخوض الحرب فقط لسواد عيون الشعب دفاعاً عن الأبرياء؟ ابدا أميركا عمرها ما فكرت في الشعوب ولا في مصلحة الأبرياء ولا دافعت عن حقوق المستضعفين ولذلك اشك ان كانت الحرب على سوريا والعراق تحمل الحل وتساعد على تحرير الشعب السوري لأن من يسلم العراق العربي الشامخ الى ولاية الفقيه لا يتوانى عن تسليم سوريا حتى للشيطان من أجل المشروع الأميركي الذي خسر الكثير في مصر وفقد قاعدته هناك.
إن من يرسم مخطط التقسيم في العراق ويعمل على إهدائه الى ايران وهذه مصيبة للعراق وإيران على حدٍ سواء، بالتأكيد مستعد في مشروعه القادم لأن يستنسخ الكارثة العراقية ويطبقها في سوريا باسم تحرير الشعب السوري، ألم يفعلوا ذلك مع صدام حسين؟ لأن المطروح كذلك من سيناريوهات لدى المستشارين الأميركيين ان هناك ايضاً خطة لتقسيم سوريا نفسها من خلال إغراقها في الفوضى كما ليبيا وتونس وكما من قبل المستنقع العراقي وخلق بؤر توتر ونزاعات بين الدويلات العربية المفتتة.
المتأمل لما يجري اليوم من تكسير أسعار النفط والتدخل المباشر في المنطقة وبقرب الإقليم الخليجي يدرك أن الفوضى الخلابة أو الخلاقة أو الفوضى المنظمة سمها ما شئت بدأت مرحلتها الثانية بعد الأولى تلوح في الأفق، العملية الثانية من الفوضى هي ترك هذه الدول في مهب الريح حتى تكتمل الصورة النهائية للمشروع الدولي الذي يريد ترتيب المنطقة على ضوء الفوضى التي تخلخل الأنظمة دفعة واحدة وهذا يذكرنا بخريطة سايكس بيكو بداية القرن الماضي حينما تم ترتيب الدول على ضوء انهيار الدولة العثمانية ولكن بنسخة عصرية تلائم المتغيرات الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .