العدد 2220
الأربعاء 12 نوفمبر 2014
banner
ماذا نريد من البحرين اليوم؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 12 نوفمبر 2014

ماذا نريد فعلاً كقيادة وشعب وحراك سياسي؟ هل نعرف الطريق؟ هل نعلم أين تسير السفينة؟ هل هناك خريطة نسير عليها ونعمل في إطارها؟ أين نتجه مع كل هذا المشهد الذي نراه اليوم من انتخابات وحشد ومنافسات وخطوط متعرجة وخطوط مستقيمة؟ كيف نرسم صورة البحرين القائمة على الاستقرار والازدهار كما كانت قبل ثلاثين سنة وأكثر؟
أين ستقودنا خطواتنا مع ما تمر به المنطقة اليوم من زلزال متمثل في إرهاب وحرق دول وبروز داعش وحوثيين، بلغ الخطر مداه مع وصول إيران وجحافلها لتخوم مضيق هرمز والتهديد باحتلال باب المندب من قبل الحوثيين الإيرانيين بل وبلغ التحدي بإرسال إيران لبوارجها إلى هناك دعما لهؤلاء، في ظل ذلك كيف نرى مستقبل المنطقة وكيف نحفظ للبحرين استقرارها والجميع مشغولون اليوم بصور ولوحات المرشحين؟!
المشهد الحالي في خضم الانتخابات الداخلية وفي خضم الأوضاع الخارجية والحرب على الإرهاب والضغوطات الأميركية السمجة والنيات الداخلية المبيتة من قبل الطابور الخامس بالتخريب، كيف نرى الصورة القادمة للمرحلة التالية في البحرين؟
خط الدولة منذ تأسست واضح تماماً من خلال الحكومة، قائمة على الاعتدال والوسطية والتعامل مع الوضع العام بواقعية بعيداً عن الإفراط في أي اتجاه ورسم هذه الاستراتيجية منذ سنوات رئيسها سمو رئيس الوزراء حفظه الله من دون تردد ولا خوف ولا مراعاة لأية جهة خارجية أو داخلية وقامت هذه السياسة على حماية كل المكتسبات والمنجزات التي تحققت خلال العقود الماضية من قبل أن ندخل في المشروع الوطني منذ العام 2002 حتى الآن وثبت بالأرقام والمستندات والوقائع أن البحرين كانت خلال تلك السنوات والعقود مثار إعجاب الدول والمنظمات العالمية من حيث السياسة والاقتصاد والتنظيم الإداري بل إن بعض الدول كانت تستنسخ بعض تجارب البحرين وتطبقها وتقتبس البرامج وتستفيد من الخبرات، هكذا كانت البحرين طوال سنوات حتى حل ما يسمى بالحراك السياسي وحشر البحرين في شؤون السياسة وأغرقها في بحر متلاطم الأمواج العاتية من عنف وإرهاب وتخريب وانشغل الجميع بهذا الحراك وعطل التنمية والاستثمار ووصلنا للنقطة الحالية اليوم التي أرى فيها الحراك يستنزف قوانا.
إن كل ما أراه اليوم لا ينبئ بوجود من يرى بوضوح، فلا الوزراء يتكلمون لغة واحدة متفقا عليها كخط عام للدولة يمتثلون له، فكل منهم يغني بعيداً عن الآخر وهناك وزراء صامتون كأبو الهول لا تعنيهم البحرين ولا كأنهم وزراء فيها حتى لو قامت القيامة لا تسمع لهم صوتاً ولا ينطقون بكلمة وهناك من إذا نطق، نطق كفراً بعد أن صمت دهراً وليت نطقه يأتي في صالح البحرين وأمنها واستقرارها.
إذا ماذا نفعل أمام المرحلة القادمة وكيف نمسك بزمام الأمور ونعرف إلى أين نسير؟
باعتقادي العودة للنهج والخط والخريطة التي كانت عليها البلاد طوال تاريخها ضمن النسق القائم على الثوابت والمكتسبات والمنجزات التي تحققت خلال الثلاثين سنة الماضية والتي وضع أسسها سمو رئيس الوزراء بالتعاضد مع شقيقه رحمة الله عليه الشيخ عيسى بن سلمان هو بداية الوضوح للخريطة التي يجب أن تشكل مرحلة العمل القادمة من خلال فريق عمل متمرس وقوي من الوزراء والمسؤولين يعملون ضمن فريق واحد لا يصرح هذا بشيء ويصرح ذاك بشيء مناقض، بل فريق قوي ينهض بالبحرين ويحميها ويقف في وجه الأخطار المحدقة داخلياً وخارجياً ونبتعد عن مستنقع السياسة الملوثة بما يسمى الوفاق وغيرها والتي لم تجلب لنا سوى الدمار والخراب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية