العدد 2129
الأربعاء 13 أغسطس 2014
banner
انتخابات بدون الوفاق أفضل أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 13 أغسطس 2014

يجب أن تجرى الانتخابات في موعدها بدون الوفاق وبدون ابتزازها لنا، ومن الخطأ الفادح أن ننتظرهم أو نعلق الانتخابات من أجلهم، إذا كانت هناك فكرة أو خطة أو مشروع ينتظر الوفاق ويريد أن يقدم لها شيئاً حتى ولو مقعدا واحدا فهذه كارثة علينا ونفضل بلدا بدون انتخابات وبدون ديمقراطية على حساب الوطن وأبنائه، هؤلاء الذين يحرقون ويرهبون الناس لا مكان لهم في أية ديمقراطية، الديمقراطية للعقلاء وليست للمجانين الذين لا يعرفون سوى لغة المولوتوف والإرهاب، إن أي بلد يحترم نفسه وشعبه وتاريخه وحضارته لا يرضخ للإرهاب ولا يحاور من يرفع السلاح في وجهه، ونحن اليوم إن كنا نفكر في الانتخابات، فأقولها في وجه كل من يظن ان انتظار الوفاق يساهم في إنجاح الانتخابات لقد مضى فصل تشريعي مؤخراً بدون الوفاق ورأينا العملية سارت ألف مرة أفضل من دون وجودهم، وستسير ألف مرة بدونهم.
نعم أفضل لنا مئة مرة إجراء الانتخابات بعيداً عن ابتزار الإرهابيين، وأفضل ألف مرة من دون محاورتهم، كيف أحاور من يرفع السلاح في وجهي؟ كيف أحاور من يهدد أولادي وأسرتي؟ بل كيف أحاور مجموعة مخربين؟
لقد خسرت الدول كثيراً بسبب التفريط في كبريائها وخسرت الدول كثيراً بسبب رضوخها لمطالب على حساب ثوابتها، وخسرت الدول كثيراً عندما تنازلت عن شرعيتها ومنحتها لمن يبتزها سواء في الداخل أو من الخارج وهذا ما يحدث لنا اليوم وأخشى أن نخسر كل مكاسبنا ومنجزاتنا التي تحققت طوال السنين الماضية بسبب ابتزاز مجموعة، فلا يمكن أن تمر كل تلك الأعمال ولا يمكن ان يحدث كل ذلك التمادي وتجاوز الخطوط الحمراء، لا يمكن أن يحدث كل ذلك الخرق للقانون واستباحة الأمن والاستقرار بل والتطاول على الدستور والميثاق والشعب والتحدي الواضح منذ رفعت حالة السلامة الوطنية حتى اليوم لو لم يكن هناك من يرضخون لابتزاز الانقلابيين ويفتحون معهم الأبواب ويقدمون لهم العروض ويتجاهلون المكون الآخر الذي وقف وقفة الشرفاء عندما اختطفت البحرين، من هم الوفاق؟ وماذا يمثلون؟ سوى جمعية من الجمعيات للأسف ترعى الإرهاب وتبتز الدولة وتصور نفسها أنها تمثل الشعب وهي لا تمثل حتى نفسها بدليل أن شرائح وفئات كبيرة من المكون الذي تدعي الوفاق أنها تمثله لا يعترف بها، بل ويندد بها فلماذا اذا كل هذا الاهتمام بها؟ ولماذا ننتظرهم للانتخابات؟ أنا أقول الانتخابات بدونهم أفضل، لقد ظلمنا البحرين وشعبها حينما تصورنا أن الوفاق تمثل شيئاً سوى أن هناك من نفخ فيها وأعطاها حجماً اكبر من حجمها، ويمكن السيطرة عليها بقرار سيادي سياسي واحد.
لا ألوم الوفاق ولا مثيري الشغب في الشارع، لا ألوم الإرهاب إذا ضرب واغتال وأحرق لا ألوم كل هؤلاء رغم ما فعلوه في البحرين وما أشاعوه من عنف ودمار ورغم ما فعلوه بالاقتصاد وتدمير حياة المواطنين العادية المستقرة التي كانت عليها طوال العقود الماضية، لا ألوم كل هؤلاء على ما فعلوه، الوم أنفسنا عندما تنازلنا عن حقنا ولم نفعل القانون لنضع هؤلاء في حجمهم الطبيعي الذي لا يمثل شيئاً أمام تاريخ وحضارة هذا البلد الرائد في المنطقة.
الخوف على البحرين اليوم ليس من الإرهاب، فرجال الأمن الشرفاء والبواسل يتكفلون بهذا الإرهاب وقد قلصوه الى ادنى مستوى، ولكن الخوف من النسيان ومن عودة بعض الذين اخترقوا الدولة إلى الواجهة مرة أخرى، ومن يراقب اليوم بعض التصرفات والأعمال التي تقوم بها بعض الأجهزة في الدولة لذلك أقول ويقولها معي كل مواطن بحريني شريف، لا حوار مع الإرهاب، ولا انتخابات تنتظر الوفاق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية