العدد 1369
السبت 14 يوليو 2012
banner
“كل صلعة نبت فيها شعر إلا صلعة المتقاعد” عبدالعزيز الجودر
عبدالعزيز الجودر
صور مختصرة
السبت 14 يوليو 2012

لكي لا يكون كلامنا مرسلا فقط وبكلمات مختصرة وصادقة نقولها مباشرة لكبار نواخذة البحرين وليستع صدورهم لما سوف ننقله لهم عن أوضاع المتقاعدين المعيشية, وكم هو مؤلم أن يتحدث المرء عن أوضاع شريحة عزيزة من المجتمع المحلي تعيش على حافة الفقر وبذلك تتسول الدينار من هنا وهناك؛ لكي تصرف العاجل من أمورها.
كم هو مؤلم أن نسمع بأن أفرادا من المتقاعدين يجمعون علب المرطبات المعدنية من الشوارع والطرقات و”أنتوا بكرامة” أيضا من صناديق القمامة؛ لكي يبيعوها ويعيشوا من خلالها هم وأفراد أسرهم, كم هو مؤلم عندما نسمع صرخات أولئك أصحاب الرواتب التقاعدية المتدنية دون أن نرى من يقوم بانتشالهم من تلك الأوضاع المأساوية ويقف بجانبهم لتخطي رعونة الحياة وقسوتها عليهم التي لا ترحم أحدا هذه الأيام.
كم هو مؤلم عندما “نستخبر” بأن فلانا من شريحة المتقاعدين لا يخرج من منزلة وذلك بسبب أنه لا يملك في جيبة “ولا آردي حمر واحد” كم وكم؟ وكم لدي الكثير ولكنني أعتذر لعدم نشر المزيد من تلك المآسي والمعاناة التي تعيشها هذه الكوكبة المتعففة من الناس التي لا يعلم بظروفها المعيشية والحياتية إلا رب العزة والجلال ثم القلة القليلة من المقربين منهم.
منذ أن بدأنا الكتابة أي ما يقارب من 30 عاما شغلتنا مواضيع متنوعة كان الأغلب منها تهم الشارع البحريني، إذ كان لنا الشرف الكتابة عنها وطرحها سواء كانت تلك هنا في “البلاد” أوعبر الصحف المحلية الأخرى التي عملنا من خلالها قبلا, الكثير منها لله الحمد والمنة نعتقد وجد الحل لها وتجاوزناها وأصبحت من الماضي, ولكن ملف تعديل أوضاع المتقاعدين من الواضح أنه “أمتنحّر” مكانه ولا نعرف السبب في ذلك ولا نرى حقيقة الجدية في حله لا من قبل الدولة ولا من قبل الحكومة.
اليوم تقريبا “كل صلعة نبت فيها شعر إلا صلعة المتقاعد” لذا يبقى موضوع مطالب المتقاعدين المشروعة، وتأتي على رأسها تعديل رواتبهم التقاعدية وزيادتها الزيادة السخية التي من خلالها يستطيع المتقاعد أن يعيش عيشة كريمة بعيدة عن الذل والقهر يبقى الشغل الشاغل لدى هؤلاء الأخيار من أبناء البحرين.
لذلك مضت علينا سنوات ونحن وغيرنا من كتاب الأعمدة “نشدخ” في هذا الموضوع ونطرق أبوابة ونتناوله بالتفصيل الممل، لكن من الواضح لم يجد صدى لدى صناع القرار ودون جدوى تذكر، فهو نعتقد يحتاج عشرات السنين كما يبدو من خلال متابعتنا الدقيقة له؛ وذلك لكي تتحقق تلك المطالب المهمة والاحتياجات الملحة.
عموما متى “يتنعوّش” راتب المتقاعد البحريني “ودشّه العافيه” متى يسعد هذا المواطن بباقي حياته؟ إلى متى يظل “متحرمص” ومخنوق ماديا هو وأفراد أسرته؟ وهل مكتوب عليه أن يبقى يستلم راتبا تقاعديا كما الفرخ الصغير الذي لا يريد أن ينمو ويكبر “شاير, لاحم, متقرقم” رغم كبر سنه ومرور سنوات على خروجه من البيضة؟
الصورة الثانية
مع جمع من الأصدقاء الذين يميلون دائما في لقاءاتهم مع بعض “للقشمرة” دار بيننا حوار حول عدة مواضيع متفرقة أبرزها كان عن الأبقار غير الصالحة للاستخدام الآدمي التي دخلت البلاد حديثا وكيفية معالجة الحكومة لهذا الموضوع الخطير “والضقبرة” التي حصلت بعده, أحد الحضورمن الخبثاء قال عنها لا تجزعوا حتى وأن أكلنا منها لن يصيبنا شيء؛ “لأن لحمنه ميت, والميت ما تهمه لطعنه”.
وعساكم عالقوه

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .