+A
A-

لا يمكن طبخ أي عمل فني في الخليج دون كوادر بحرينية

اسامة الماجد
الفنان القطري الكبير غانم السليطي غني عن التعريف ولا يمكن حصر إبداعاته في لقاء قصير، فهو قامة فنية وأحد أهم أعمدة الفن والمسرح في الخليج وقدم أعمالا خالدة مازالت راسخة في أذهان المشاهد الخليجي.
العملاق السليطي زار البحرين مؤخرا للمشاركة في المسلسل التراثي المحلي “أهل الدار” للمخرج أحمد يعقوب المقلة. “البلاد” انتهزت فرصة وجوده في المملكة وأجرت معه هذا اللقاء:
- حدثنا عن مشاركتك في مسلسل “أهل الدار”؟
مشاركاتي في المسلسلات التراثية قليلة جدا، وكتاب الأعمال التراثية عندنا دائما يتناولون الحدث بنوع من الشجن والوجع والألم، وهذا في تصوري يخفض من نسبة الإضحاك ان لم يعدمها. ولذلك تجد فرصة جيدة عندما يكون المسلسل التراثي مكونا من 30 حلقة منفصلة، وهذا الانفصال يعرض الخفة والتميز مما يجعل الممثل والمشاهد يعيش جو التراث الفعلي.
الحمد لله توفقت العام الماضي في مسلسل “برايحنا” وهذه السنة تلقيت دعوة كريمة من أهلي وزملائي للمشاركة في مسلسل “أهل الدار” وأنا سعيد جدا بالمشاركة التي ستضيف إلى رصيدي الفني بكل تأكيد.
- الدراما القطرية تعاني في الفترة الأخيرة، حيث تم تهميش الفنانين الكبار ولم تعد مثل السابق نشطة وترفد الساحة بالأعمال.. ما رأيك؟
سأكون صريحا معك في هذه النقطة، قطر تعيش حالة من النهضة الكبرى في شتى المحالات العمرانية والاقتصادية والرياضية والبنية التحتية وهناك صرف مالي على مشاريع ضخمة مثل المطار الجديد والمجمعات وغيرها، ولكن للأسف الدراما في قطر لم تستطع مواكبة تلك النهضة والتقدم، ونتمنى ان يعود التلفزيون القطري لأنه غائب الآن وأن يقدم أعمالا تليق بالتلفزيون القطري. المسلسلات الخليجية يصل عددها ما بين 60 إلى 70 مسلسلا وكل دولة منفردة، قطر تستحق ان يكون لها أكثر من عمل متميز وسط تلك الأعمال.
- وماذا عن المنتج المنفذ في قطر؟
المنتج المنفذ في قطر شأنه شأن أي منتج في أي بلد ولكن المهم العزيمة والإرادة، لله الحمد توجد في قطر كوادر تستطيع ذلك ونأمل ان نقدم أعمالا. ونقول هذا الكلام كنوع من العتب.
- هناك شخصيات أدبية وثقافية وفكرية في كل دول الخليج، لماذا لا نتناول سيرهم الذاتية في أعمال درامية بدلا من الأعمال المتشابهة؟
تناول السير في مجتمعاتنا الخليجية يتطلب حالة من الوعي، لأننا مازلنا نعيش في جو القبيلة والتحفظ وأعتقد ان هذا يحد من تناول سير حياة الكثير من الشخصيات خصوصا أن تاريخنا في الخليج عمره الزمني قصير وليس عميقا في التاريخ وبعض الأسماء الموجودة التي تتحدث عنها ربما أولادهم وأحفادهم موجودون. لذلك من الصعب تقبل مثل هذه الأمور ولا ننسى ان الإخوة في الكويت تناولوا مثل هذه الأعمال كسيرة الشاعر فهد العسكر وعبدالله الفضالة وغيرهم، ولكن هذه الأعمال توقفت للأسباب التي ذكرتها.
الأعمال التي تتناول السير تريد مجتمعات مفتوحة تستوعب ماذا تعني السيرة الذاتية، ولكي أكون صريحا معك المسألة لها علاقة بالقرار السياسي قبل ان يكون قرار فنان طموح أو كاتب يريد أن ينقل حياة هذا المبدع أو ذاك إلى الشاشة ويعرف المجتمع به.
نحن في قطر عندنا الشاعر الكبير محمد الفيحاني وقصته من أروع القصص تم الموافقة على تحويلها إلى سباعية في الإذاعة ولكن على مستوى التلفزيون هناك عوائق.
- من وجهة نظري المسرح في الخليج يحتضر.. ما رأيك؟
لا أتصور أن المسرح يحتضر.. المسرح يزدهر مع رتم الحياة السريع، لأن المسرح هو الإطار الوحيد الذي يلتقي فيه البشر مع بعضهم البعض.. المسرح هو اللقاء الإنساني الحميم.. ولكن ما يعيق المسرح في تصوري هو مناخ الحرية، بستان الحرية يضيق دون ورود المسرح.
المسرح لن ينتهي وسيرجع ولكن ما يريده